تصاعد العنف في الضفة الغربية قرب بيت لحم
تصاعدت الهجمات التي نفذها مستوطنون على منازل ومركبات في قرية جبعة وقرية أم البوطان قرب بيت لحم خلال ساعات قليلة بعد إخلاء موقع استيطاني غير قانوني يُدعى تسور مسغافي.
اندلعت النيران في منزل ومركبات في جبعة، وأفادت مصادر فلسطينية بإصابة شخص واحد على الأقل جراء الهجمات.
وفي أم البوطان، أُبلغ عن تخريب منزل وإضرام النار في مركبات، مما أدى إلى إجلاء فلسطينيين مصابين دون معرفة حالتهم الصحية بدقة.
وصف مصدر أمني الوضع بأنه خارج عن السيطرة، مشيرا إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود أُرسلت إلى المنطقة لمحاولة فرض النظام، لكن الحوادث مستمرة.
تأتي هذه الأحداث في سياق توتر متصاعد بعد إخلاء الموقع الاستيطاني غير القانوني، حيث دعا نشطاء “شباب التلال” إلى الانتقام من الفلسطينيين.
وأصدر المستوطنون بيانا قبل الإخلاء دعا إلى منع التدمير على نطاق غير مسبوق، مما زاد من حدة التوتر. وخلال عملية الإخلاء، أُصيب جنديان من حرس الحدود في أعمال عنف أدت إلى إصابتهما.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات وصلت إلى قرية جبعة بعد ورود تقارير عن عشرات المدنيين الإسرائيليين الذين أضرموا النار في منازل ومركبات، مشيرا إلى أن الجيش “يدين أي نوع من العنف الذي يشكل انتهاكا للأمن”.
وأضاف أن الحوادث العنيفة تشتت انتباه القادة والمقاتلين عن مهام الدفاع ومكافحة الإرهاب. وفي سياق متصل، برر الوزير المالية بتسلئيل سموتريتش الإخلاء بأنه سيسمح ببناء آلاف الوحدات السكنية في المنطقة، مشيرا إلى أن المجلس الإقليمي يعمل على تطوير المنطقة بالتعاون مع الإدارة المدنية.
ومع ذلك، أشار إلى وجود “حوار” مع المستوطنين الذين هاجروا إلى المنطقة بأنفسهم، مؤكدًا الأمل في الوصول إلى اتفاقيات. وتظهر لقطات من عملية الإخلاء جنديًا يرتدي زي الجيش الإسرائيلي وهو يتحدث بقسوة ضد رئيس المجلس الإقليمي لغوش عتصيون، يارون روزنتال، مدعيًا أنه “يكره المستوطنات”.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فقد اعتبر أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية “مضرة بسمعة إسرائيل” وتلحق “الضرر بمشروع الاستيطان نفسه”.
وأضاف ساعر أن على الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وشرطة إسرائيل “العمل بحزم وبيد من حديد لوقف هذا الهيجان”، مؤكداً ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لردع المعتدين ومنع تفاقم الوضع على الأرض.
