تعزّز إيران قدراتها الصاروخية وتواصل تصريحات مسؤوليها توجيه رسالة جاهزية عسكرية في لحظة حساسة تقاطع فيها ملفها النووي مع حسابات جولة صراع محتملة.
تصعيد الخطاب وخلفياته العسكرية
تؤكد تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي أن ترسانة إيران اليوم تفوق بكثير قدراتها خلال حرب الأيام الـ12 مع إسرائيل، في حين أشار المتحدث باسم الحرس الثوري العميد علي محمد نائيني إلى أن التجربة الأخيرة أثبتت أن “المفاوضات لا تمنع الحرب” وأن القوة الصاروخية هي الضامن الوحيد لحماية البلاد.
خلال الحرب الأخيرة استخدمت إيران بعضاً من صواريخها الأكثر تطوراً: شهاب 3 متوسط المدى، وفاتح 110 قصير المدى، وذو الفقار بعيد المدى، غير أن كثيراً من الخبراء يشكون في قدرتها على إطلاق ألفي صاروخ دفعة واحدة، معتبرين أن هذا الرقم أقرب إلى ردع إعلامي منه إلى قدرة تشغيلية فعلية، خاصة أن طهران لم تتجاوز سابقاً سقف 200 صاروخ في عملية واحدة.
يتقاطع الملف النووي مع التصعيد، فبينما يؤكد نائب وزير الخارجية سعيد خطيب زاده أن البرنامج النووي “سليم وينبغي حمايته”، يؤكد وزير الخارجية أنقرة عراقجي أن التخصيب اليورانيوم “متوقف حاليا بسبب الضربات التي تعرضت لها المنشآت”. وتقرأ إيران المشهد كسياسة مزدوجة: ترغب في عدم إغلاق باب التفاوض مع واشنطن لكنها لا تريد خسارة ورقة الردع أمام إسرائيل، وبالتالي تطرح رسالة تفيد بأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي ولا تخصّب اليورانيوم حاليا، وت simultaneously تؤكد جاهزيتها لمواجهة محتملة في حال استهداف منشآتها.
جولة ثانية وسيناريوهات مفتوحة
قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن تقارير الوكالة الدولية تتجاهل تقصير واشنطن، ودعا إلى تقييم أداء جميع الأطراف دون استهداف إيران وحدها.
أوضح مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، خلال حديثه لبرنامج التاسعة، أن المنطقة تعيش لحظة حساسة جداً بعد الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وأن كل شيء وارد في ظل ارتفاع التوتر، مؤكدًا أن إسرائيل ترى في المرحلة فرصة لاستهداف إيران، وأن الداخل الإيراني مستعد لكل السيناريوهات.
وأشار غروي إلى أن إسرائيل قد تسعى لاستكمال ما بدأته في الحرب الأولى عبر هجمات أوسع نطاقاً، بينما استبعد وقوع حرب شاملة في الوقت الراهن، وذكر أن الداخل الإيراني يعمل على سد الثغرات الأمنية والعسكرية، خصوصاً في ما يتعلق بالصواريخ والقادة الذين قُتلوا خلال الحرب، وأن إيران عززت تعاونها العسكري مع روسيا والصين.
وأكد أن إيران ستكون جاهزة لإطلاق صواريخ جديدة في اللحظات الأولى إذا تعرضت لهجوم، مع توفير أماكن آمنة للقادة العسكريين لضمان سرعة اتخاذ القرار. وتحدث عن جهود لإغلاق الثغرات التقنية لمنع تكرار سيناريو اختراق استخدمه العدو، مع الإشارة إلى مخاوف داخل الإسرائيليين من مواجهة جديدة وتأثير الصواريخ الإيرانية على الداخل الإسرائيلي وشعور بالإنهاك في المجتمع والاقتصاد والجيش.
وختم الأمين بأن إيران لا تخصّب اليورانيوم ولا تمتلك سلاحاً نووياً، وأن عقلية القيادة الإيرانية دفاعية وليست هجومية، مع التنبيه إلى أن الخطر الوجودي لا يهدد إيران وحدها بل إسرائيل أيضاً، التي تعيش هي الأخرى تحت عبء الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وفتور الدعم لمواجهة جديدة.







