تؤكد مقالة تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، أن سوريا الجديدة بعد سقوط النظام البائد تمثل فرصة تاريخية للسلام والاستقرار الإقليمي.
الوضع الإقليمي وفرص السلام
تشير إلى أن إسرائيل وإيران وحدهما ما زالتا عدوتين لسوريا، في وقت تكافح فيه الحكومة الإرهاب وتفكّك شبكات تهريب السلاح وتتفتح أبوابها أمام المجتمع الدولي.
ويشير ليستر إلى أن سوريا ظلّت خلال أكثر من خمسين عاماً مركز نفوذ إيران الإقليمي، حيث أنفقت طهران عشرات المليارات من الدولارات ووفّرت الآلاف من المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد وإبقائه في السلطة.
وعندما انهار النظام أواخر عام 2024، تكبدت إيران وحزب الله خسائر فادحة على الجبهة الأمامية، وسحبت طهران قواتها إلى لبنان والعراق وإيران، تاركة سوريا أمام مرحلة انتقالية حرجة لكنها تاريخية.
وأشار إلى أن الحكومة السورية تضم وزراء تكنوقراط من أبناء الشتات السوري في الولايات المتحدة وأوروبا والخليج، يشغلون نحو 80% من الوزارات.
وأكد أن الحكومة تمكنت خلال أقل من عام من إعادة دمشق إلى دائرة العلاقات الدولية، واستقبال زيارات رسمية تفوق ما تلقاه النظام البائد على مدى 53 عاماً.
ولفت إلى أن سوريا حصلت على تخفيف سريع للعقوبات الدولية، رغم أن البلاد كانت خاضعة لنظام عقوبات معقد منذ 1979، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بقدرة الحكومة الجديدة على إدارة المرحلة الانتقالية.
وأشار ليستر إلى سلسلة خطوات أمنية ضد إيران وحزب الله تضمنت مصادرة آلاف القطع من الأسلحة والذخائر المهرّبة إلى لبنان، بالتعاون مع المخابرات السورية ووزارة الداخلية، ومع دعم استخباراتي أميركي.
وذكرت المصادرات أنها شملت أسلحة متنوعة مثل قذائف هاون وألغام بنادق وصواريخ، إضافة إلى معدات عسكرية أخرى، ما أضعف قدرة حزب الله على تعزيز وجوده العسكري في لبنان وأظهر جدية سوريا في حماية الأمن الإقليمي.
كما ساهم التعاون السوري–الأمريكي في سلسلة عمليات ضد داعش، عبر تنفيذ حزمة استخبارية حول شبكة أنفاق ومخازن أسلحة للحرس الثوري الإيراني في البوكمال، تلاها مداهمات ومصادرات واعتقالات للمتورطين.
وأوضح ليستر أن ست عمليات مشتركة ضد داعش جرى تنفيذها، إضافة إلى عمليات أخرى ضد أهداف مرتبطة بإيران وميليشياتها، مؤكدًا فاعلية التعاون الدولي مع الحكومة السورية الجديدة.
وقال إن الموقف العدائي لإسرائيل تجاه سوريا الجديدة يثير الاستغراب، خاصة مع استعداد الحكومة لتطبيق وقف إطلاق النار لعام 1974 كأساس لعلاقة جديدة، مع ضمانات أمنية أميركية.
واختتم ليستر مقاله بالتأكيد على أن الفرصة الحالية تمثل لحظة تاريخية للمنطقة، وأن انخراط إسرائيل في المسار الجديد سيمكن سوريا من تعزيز الاستقرار الداخلي، واستكمال جهود إعادة الإعمار، وتحقيق مصالح مشتركة للأمن الإقليمي، مضيفاً أن رفض الانخراط سيكون خطأ تاريخياً يحرم المنطقة من فرص مهمة لإعادة الأمن والتنمية.







