أكد البابا ليو الرابع عشر في بيروت الأحد ضرورة صناعة السلام رغم الظروف المعقّدة والصراعات المستمرة. وجه رسالة إلى اللبنانيين قائلاً: أنتم شعب لا يستسلم ويولد من جديد بشجاعة، صمودكم علامة مميزة لبناء السلام، تكلموا لغة الرجاء وحافظوا على تنوّعكم الغني.
أوضح أن السلام يعني الوحدة والتصالح من أجل مستقبل مشترك، وأكد أن المطلوب بناء الروابط وتجنّب النزاعات المحلية والقومية، فمستقبل الشرق لا يبنى إلا بالشراكة والتعددية والاحترام المتبادل.
رحّب الرئيس اللبناني جوزيف عون بزيارة بابا لبنان قائلاً: لبنان وطن صغير بمساحته لكنه عظيم برسالته، يجمع بين الإيمان والحرية، وبين الاختلاف والوحدة، وبين الألم والرجاء.
ولفت إلى أن صاحب القداسة لا يزور بلداً عادياً بل أرضاً محفوفة بخطوات التاريخ المقدس، وذكر لبنان في الكتب المقدسة مرات عدة كرمز للعلو والثبات والقداسة.
أضاف: إيماننا عظيم ورجاؤنا يفتح النفوس والقلوب والعقول من الأحقاد والحروب والدمار.
وصف لبنان بأنه وطن الحرية والكرامة، فريد في نظامه حيث يعيش المسيحيون والمسلمون مختلفين لكنهم متساوون، في نظام دستوري قائم على المساواة والانفتاح على كل إنسان وضمير حي، وهذه فرادة لبنان في العالم، وهذه دعوته لكل الأرض.
وحذر: إذا زال المسيحي في لبنان سقطت معادلة الوطن، وإذا سقط المسلم في لبنان اختلت معادلة الوطن واعتدالها، وإذا تعطل لبنان سيكون البديل خطوط تماس في منطقتنا والعالم بين شتى أنواع التطرف والعنف.
وأكمل: صاحب القداسة، أبلغوا العالم أننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم، بل سنبقى هنا نستنشق الحرية وننشر المحبة وننشد الحداثة ونعيش حياة أوفر.
