تصدع الرواية الرسمية حول الإخوان في الجيش
نفى البرهان وجود حضور لجماعة الإخوان في المؤسسة العسكرية، رغم المعطيات التي تناقض هذا الخطاب وتؤكد أن التنظيمات المتشددة لها مكانة في صنع القرار العسكري.
تفضح التطورات الميدانية والسياسية صدعاً في الرواية وتبرز سعي الجيش لتقديم نفسه ككيان غير أيديولوجي يمكن التعامل معه دولياً دون الالتفات إلى عبء التطرف في صفوفه.
قدم البرهان سرديتين لا تلتقيان: الأولى تقول أن الشعب أسقط الإخوان، والثانية تنفي وجود التنظيم بالجيش أو بالحكومة، وهو ما يعني قبولاً ضمنياً بوجود الإخوان في الماضي مقابل النفي المطلق للحضور الحالي، وهو تاريخ قديم في المؤسسة العسكرية.
إعادة الضباط المفصولين سابقاً وصعود كوادر معروفة بانتمائها التنظيمي تشكل دلائل على محاولة لإعادة هندسة الصورة بعيداً عن النفي المطلق.
بينما يحاول البرهان تصوير الجيش ككيان بعيداً عن الأجندات المتطرفة، تشير الأحداث إلى أن تنظيم الإخوان عاد إلى مفاصل الدولة بعد 25 أكتوبر 2021 وشارك فعلياً في القرار العسكري والسياسي.
في هذا السياق، تتبين رسائل البرهان متعددة الاتجاهات: داخلياً يحاول تصوير الجيش كحائط صد ضد الإخوان والدعم السريع، وخارجياً يوحي بأنه ليس واجهة لمشروع الإخوان، بهدف تسويق شريك غير أيديولوجي يمكن التعامل معه دولياً دون القلق من تغلغل الإخوان.
ويرى مراقبون أن الخطر الأكبر لا يقتصر على الحرب المستمرة، بل يتمثل في عودة التنظيمات المتشددة إلى الواجهة من خلال الجيش وتوليها مكاناً في القرار العام.







