رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغيرت طريقة تعامل أميركا مع الشرق الأوسط؟

شارك

كيف ينظر ترامب إلى الشرق الأوسط بحسب استراتيجية الأمن القومي الجديدة

أبرزت الاستراتيجية أن الشرق الأوسط ظل في مقدمة أولويات الولايات المتحدة لعقود باعتباره المزود الأهم للطاقة ومسرحاً رئيسياً للحرب الباردة، لكنها أشارت إلى أن عاملين كبيرين لم يعودا قائمين اليوم، إذ توسع إنتاج الطاقة عالمياً وتحول الولايات المتحدة إلى مصدر صافي للطاقة، إضافة إلى تحول التنافس الدولي من صراع القطبين إلى منافسة بين القوى الكبرى، مع احتفاظ واشنطن بموقع “أفضل موقع ممكن” بعد إعادة إحياء تحالفاتها في الخليج ومع العرب وإسرائيل.

ورأت الاستراتيجية أن الصراع يبقى السمة الأكثر تعقيداً في المنطقة، لكن حجم التهديد بات أقل مما تعكسه العناوين.

ووصفت إيران بأنها “القوة الأكثر زعزعة للاستقرار”، لكنها أشارت إلى أنها تعرضت لضعف نتيجة الهجمات الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 ونتيجة عملية “مطرقة منتصف الليل” التي أطلقتها الإدارة في يونيو 2025، والتي ساهمت في تدهور البرنامج النووي الإيراني.

وقالت الاستراتيجية إنها شهدت “تقدماً ملموساً” في المسار الفلسطيني–الإسرائيلي بفضل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن الذي توسطت فيه واشنطن، مع تراجع داعمي حماس.

وفي ملف سوريا قالت الاستراتيجية: تبقى سوريا مصدراً محتملاً للمشكلات، لكنها قد تستقر وتستعيد دورها الطبيعي كفاعل إيجابي وأساسي في المنطقة، بدعم أميركي عربي وإسرائيلي وتركي.

وربطت الاستراتيجية بين التعاون مع دول المنطقة وتأمين سلاسل الإمداد وتعزيز أسواق صديقة ومفتوحة في مناطق أخرى مثل إفريقيا، كما توقعت أن يتحول الشرق الأوسط إلى مركز جاذب للاستثمارات الدولية في قطاعات تتجاوز النفط والغاز، مثل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والصناعات الدفاعية.

وأكدت أن التعاون مع الشرق الأوسط يساعد في حماية إمدادات الطاقة وتعزيز الأمن الإقليمي، وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل مزيداً من الدول في المنطقة والعالم الإسلامي، وأن مفتاح العلاقات الناجحة هو قبول المنطقة وقادتها كما هي والعمل معاً في مجالات المصالح المشتركة، دون محاولة فرض الإصلاح من الخارج.

وخلصت إلى أن الأيام التي كان الشرق الأوسط يهيمن على السياسة الخارجية الأميركية قد ولت؛ ليس لأن المنطقة لم تعد مهمة، بل لأنها لم تعد مصدراً دائماً للمنغصات بل مكاناً للشراكة والصداقة والاستثمار ينبغي الترحيب به.

أولويات أمريكا.. واعتراف بخطأ

قال إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موراي ستيت الأميركية وعضو الحزب الجمهوري، إن الاستراتيجية تعكس وصفاً واقعياً لطبيعة العلاقة مع الشرق الأوسط وتؤكد أن الجوهر ليس النفط وحده بل شبكة مصالح اقتصادية واستثمارية متشابكة.

وأضاف أن الاستراتيجية تعترف بأن الإدارات السابقة أخطأت حين تدخلت بشؤون الدول الداخلية، وأن المنطقة أصبحت أكثر استقراراً بعد الضربات على إيران وأذرعها، وتؤمن بأن مسار السلام الإبراهيمي هو المسار الأكثر قابلية للمستقبل، وأن الصين وروسيا ليستا منافستين حقيقيتين في الشرق الأوسط والمشهد أقرب إلى مناورات بين القوى الكبرى.

ولفت إلى أن ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة لم يعد محصوراً في الطاقة، بل أصبح ارتباطاً اقتصادياً واستثمارياً أساسياً، وتتركز السياسة الأميركية على منع وقوع النفط في أيدي خصومها، وتأكيد حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وضمان ألا تشكل المنطقة تهديداً إرهابياً للمصالح الأميركية، مع الحفاظ على أمن إسرائيل.

مقالات ذات صلة