رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

ردع العدوان.. رسالة الرئيس الشرع إلى بغداد بددت المخاوف ومهدت لتجديد العلاقات

شارك

رسالة إيجابية إلى بغداد

أشار قائد إدارة العمليات العسكرية آنذاك، السيد الرئيس أحمد الشرع، إلى أن سوريا الجديدة تسعى لفتح صفحة جديدة مع العراق تقوم على علاقات استراتيجية وتعاون اقتصادي وسياسي وأواصر اجتماعية. وأوضح أن هناك مخاوف وأوهام لدى بعض الساسة العراقيين بأن ما يجري في سوريا سيمتد إلى العراق، مؤكداً أن الأمر غير صحيح بشكل قاطع. كما أكد أن الثورة السورية قامت للدفاع عن شعبها واسترداد حقوقه من النظام المجرم وليست معنية بما يجري في العراق، بل تسعى إلى بناء علاقات أقوى مع العراق بعد زوال ذلك النظام. وختم بأن العراق ينبغي عليه تجنّب المهاترات وتجنب أي تدخل يحشّد في الشأن السوري ويعوق استقرار البلدين.

قراءة سياسية للرسالة

أوضح المحلل السياسي أحمد الجنيد أن الرسالة جاءت بطابع مزدوج؛ فهي من جهة سياسية موجهة إلى الحكومة العراقية لتحثها على أداء دورها وتُطمئن الشعب العراقي بأن سوريا الجديدة لا تحمل عداء، وإنما تسعى إلى تعاون وتعاون مصالح مشتركة. بينما تبرز من جهة اجتماعية رسالة إلى الشارع العراقي لتأكيد عدم وجود عداء بين البلدين. وبينما شهدت الحدود السورية–العراقية توتراً في البداية، ظهرت إشارات إلى سحب بعض الميليشيات العراقية وإغلاق الحدود، ما يوحي بأن الرسالة بدأت تؤتي ثمارها. كما جسّدت الرسالة قاعدة لتنسيق وتواصل أسرع بين البلدين في المرحلة التالية بعد سقوط النظام، وساهمت في تقليل احتمالات تدخل الحشد الشعبي في سوريا، مع تعبير عن قلق ميليشيات النظام السابق من انهيار دعمهم.

بين الثورة والدولة

برزت مع انطلاق الثورة السورية المباركة مخاوف عراقية من امتداد الصراع عبر الحدود، في حين أكّدت جهة سورية معارضة أن الثورة لا تستهدف العراق وتطمح إلى بناء دولة مستقلة ذات سيادة. وجاءت رسالة الشرع لتؤكد الانتقال من حالة الثورة إلى الدولة وتدعو إلى شراكة مستقبلية قائمة على المصالح المشتركة وتبتعد عن الاصطفافات الإقليمية. وتؤكّد صياغة الرسالة أن سوريا الجديدة تسعى لعلاقات استراتيجية مع العراق وتحرص على بناء تعاون مستقر يجنب البلدين الصدامات المفتوحة ويعزز رغبة كلاهما في الاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة