رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

ختام عهد النظام البائد.. تفاصيل فرار بشار من دمشق

شارك

شهدت دمشق صباح الأحد 8 كانون الأول 2024 مرحلة فارقة مع مرور نحو 14 عاماً من الثورة وقرابة ستة عقود من حكم النظام البائد، حيث انهارت خطوط الدفاع الرئيسية وتبدت أنباء هروب رأس النظام أمام أعين السكان.

تزامناً مع زحف قوات إدارة العمليات العسكرية من حمص مساء يوم السبت، 7 كانون الأول، تحركت غرفة عمليات الجنوب التي ضمت فصائل من درعا والسويداء والقنيطرة، وسيطرت على معظم محافظة درعا.

فيما انسحبت قوات النظام البائد من القنيطرة وسيطرت عليها إدارة العمليات العسكرية، والتي أسست لمرحلة حاسمة تستهدف العاصمة دمشق.

ومساء السبت، وصلت معركة ردع العدوان إلى أحياء واسعة في حمص، وفتحت الطريق البري بين الشمال والجنوب، في حين بدأت علامات التفكك العسكري تظهر في دمشق بوضوح، وبدأ جنود النظام البائد يخلعون بزاتهم العسكرية ويتركون الحواجز، في وقت أجريت فيه اتصالات بين وجهاء المدينة وإدارة العمليات العسكرية لضمان دخول هادئ وتجنّب الاشتباكات داخل الأحياء المكتظة بالسكان.

وعلى الأطراف الجنوبية والغربية للعاصمة، ظهرت أولى مظاهر الاحتفال برفع علم الثورة، بينما ظل معظم السكان في حالة ترقّب وقلق حول مستقبل المدينة.

هروب الأسد

بعد منتصف ليل 8 كانون الأول 2024، وبينما كانت الجبهات حول دمشق تتغيّر بسرعة، كانت الدائرة الضيقة في النظام البائد تعيش واقعاً مختلفاً، وهو ما تكشّف لاحقاً بعد سقوطه.

ذكرت وكالات أنباء أن الهارب بشار الأسد كشف خطته للفرار لعدد محدود للغاية من المقرّبين، في حين أوهم معظم القادة العسكريين والأمنيين بأن دعم حلفائه في طريقه وأن المعركة في دمشق لا تزال تحت السيطرة.

وأكد أحد مساعدي الأسد المقرّبين أن المخلوع أبلغ مدير مكتبه مساء السبت بأنه سيعود إلى منزله، لكنه اتجه مباشرة إلى مطار دمشق، حيث غادر مع ابنه الأكبر حافظ إلى قاعدة حميميم الروسية باللاذقية، ومن هناك إلى موسكو، حيث كانت زوجته أسماء وأبناؤهما في انتظاره.

وتختلف الروايات حول تفاصيل رحلة هروب الأسد، لكن الثابت أن المخلوع اختار الفرار تاركاً حلفاءه العسكريين والسياسيين في سوريا أمام واقع جديد وحرج.

ومع بزوغ الفجر، دخلت قوات ردع العدوان دمشق بعد انهيار الدفاعات الرئيسية للنظام البائد، وبدأت السيطرة على المواقع السيادية، بما فيها سجن صيدنايا الشهير لتحرير المعتقلين.

وفي حي المالكي، اقتحم السكان مساكن عائلة بشار الأسد المخلوع، وأزالوا الصور والتماثيل، بينما استمر التقدم نحو المؤسسات الحيوية، وسط تنظيم الأهالي لأنفسهم لضمان الحد الأدنى من النظام داخل الأحياء.

وفي صباح يوم الأحد 8 كانون الأول، استمرت قوات إدارة العمليات العسكرية في الانتشار لتأمين المؤسسات الحكومية الرئيسية، بما فيها قصر الشعب ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان، بينما حافظت لجان المجتمع الأهلي على تنظيم الحارات، وتأمين المدارس، وضبط حركة المرور، إذ ساعد هذا التنسيق الشعبي على استقرار الوضع نسبياً بعد ساعات من الفوضى الأولية التي أعقبت هروب الأسد المخلوع.

وخلال ساعات، بدأت القيادة الجديدة بالإشراف على تشغيل المؤسسات، بينما واصلت لجان المجتمع الأهلي دورها في حماية المدنيين وتنظيم الحياة اليومية، ما عزز شعور السكان بالسيطرة على الأحداث بعد انهيار النظام البائد وهروب رأسه.

وفي هذه الأثناء، امتدت التجمعات الشعبية إلى ساحة الأمويين وعدد من المدن السورية، حيث أزيلت المعالم الرئيسية للنظام البائد والتماثيل المرتبطة به ورفع العلم على المباني والشوارع، في مشهد جسّد الانتقال إلى مرحلة جديدة من تاريخ سوريا.

مقالات ذات صلة