تشير المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا إلى أن سوريا تقف عند مفترق طرق بعد مرور عام على سقوط النظام البائد، وأن هذه اللحظة تحمل أهمية عميقة لملايين السوريين الذين عانوا سنوات من الصراع والاعتقال والاختفاء والتهجير.
وتؤكد أن بالنسبة لعائلات المفقودين، يبرز هذا اليوم مطلباً أساسياً وهو الحقيقة والعدالة والكرامة، وتوضح أنها تتحمل ولاية إنسانية تتمثل في توضيح مصير ومكان جميع المفقودين في سوريا وتقديم الدعم الكافي لعائلاتهم.
وتشير إلى أن حجم الملف هائل، حيث ما زال مئات الآلاف مفقودين، وملايين من أفراد العائلات يواصلون البحث عن إجابات، مبينة أن تحقيق الحقيقة يتطلب التزاماً ثابتاً وتعاوناً صادقاً، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عمل جماعي فوري وتضافر الجهود، إذ لا تستطيع أي جهة أن تقوم بهذا المسعى بمفردها.
وشددت المؤسسة الأممية على وقوفها متضامنة مع العائلات ومستعدة للتعاون مع السلطات والمنظمات المدنية والجهات الدولية والشركاء وكل من يلتزم بهذه القضية.
وتؤكد أنها تسعى لجعل البحث عن المفقودين جهداً تقوده سوريا ويحظى بدعم دولي، وأن ذلك ليس مجرد واجب إنساني، بل هو واجب أخلاقي، وأن مستقبل سوريا يعتمد على الحقيقة والمصالحة وبناء السلام.
وعقدت في 7 تشرين الأول الماضي مساعدة الأمين العام ورئيسة المؤسسة المعنية بالمفقودين في سوريا كارلا كوينتانا اجتماعاً مع مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي.
وقالت كوينتانا إن المؤسسة أنشئت بفضل إصرار عائلات المفقودين، وتتمثل مهمتها في البحث عن جميع المفقودين في سوريا وخارجها بغض النظر عن هويتهم أو الجهة المسؤولة عن اختفائهم.
وأكدت أن المؤسسة افتتحت مسارات تحقيق تتناول حالات الاختفاء المرتبطة بالنظام البائد وداعش، إضافة إلى حالات المهاجرين والأطفال المفقودين.
وتؤكد أنها ستواصل تعزيز العمل المشترك وتوسيع آليات الشراكة مع السلطات والمنظمات المدنية والجهات الدولية والشركاء وكل من يلتزم بهذه القضية.
