تشهد ليفربول أزمة داخلية حادة تتركز حول قادة المشروع الرياضي في النادي، وهما ريتشارد هيوز ومايكل إدواردز.
عاد الثنائي ليقود المشروع خلال العامين الماضيين لكنهما الآن في دائرة الانتقادات بسبب سياسات التعاقدات، وإخفاقات نافذة الصيف، والصفقات الكبيرة التي لم تقدم الإضافة المتوقعة.
من يقود القرار في أنفيلد؟
أصبح محمد صلاح محوراً للجدل مع تصاعد الغضب الجماهيري تجاه السياسات الإدارية، خاصة بعد تعادل مخيب مع ليدز يونايتد وتوجيه اتهامات بأن اللاعب يلقى كبش فداء للفشل الدائر حول الفريق.
قال صلاح في مقابلة ما بعد المباراة إن علاقته مع مقربي المدرب سلوت تتدهور وأن هناك طرفاً لا يريد وجوده، وهو ما جاء بعد أن غُيّب عن التشكيلة الأساسية لثلاث مباريات متتالية، مع تمديد عقده المؤقت حتى 2027 في إبريل 2025 كما أشار بيان النادي.
يعمل هيوز كحجر الزاوية في المفاوضات والقرارات الفنية، حيث تولى دور الوسيط الرئيسي مع وكيل صلاح، ويدعم قراءة حازمة تقليصية ضد “قوة اللاعبين” من أجل رسالة واضحة بأن التغييرات قادمة في حال استمرار السياق الحالي.
إدواردز، الذي عاد إلى النادي قادماً من بيرنموث ورُبط تاريخياً بتواريخ وقرارات صفقات كبيرة، يشرف على ملفات التعاقدات ويؤكد تمديد صلاح بناءً على أرقامه، وهو ما يراه البعض بمثابة إشارة إلى ربط اللاعبين بالهواجس المالية أكثر من الإرث الفني للنادي.
الصفقات الصيفية وأثرها المالي
قاد هيوز وإدواردز نافذة صيف 2025 بإنفاق قياسي يقترب من 903 ملايين دولار، لكنها انتهت بما يوصف بأنه كارثة بسبب فشل الاندماج وعدم التطابق مع أسلوب سلوت، ما أثر على الثقة في القرارات التي اتخذت.
أبرز الأسماء كانت ألكسندر إسّاك من نيوكاسل مقابل نحو 158.8 مليون دولار، وبقي معظم الوقت على الدكة، إضافة إلى فلوريان فيرتز مقابل نحو 147.4 مليون دولار، وهو ما وصف بأنه قرار مشكوك فيه ولم يمنح الفريق الإضافة المتوقعة في الوسط الهجومي. كما جاءت صفقات أخرى مثل هوغو إكيتيكي وجيورجي ماماراداشفيلي بتكاليف عالية لكن دون إشراك فعلي يذكر، ما زاد من الانقسامات وتفاقم مشكلة الانسجام داخل الملعب.
الإنفاق الكبير استمر في محاولة تعزيز القوة القتالية لكن النتيجة كانت فشلاً في “التلاحم” مع أسلوب المدرب، وهو ما أبرز تراجع الثقة في رغبة بعض اللاعبين بالبقاء في ظل الفوضى الإدارية، كما ذكرت تقارير صحفية محايدة وتونيعات جماهيرية.
لماذا يمثلان عقبة أساسية؟
يركز نهجهما على تعظيم القيمة المالية وتوجيه الفريق نحو صفقات تقودها الأسواق، وهو ما يجعل تمديد عقد صلاح غير جذاب مالياً بالنسبة لهما، مع اتهامات بأنهما يعتمدان على إبقاء صلاح في الدكة لإجباره على الرحيل وتحقيق ربح من بيعه لاحقاً، رغم وجود جدل حول هذا الاتهام وعدم وجود دلائل قاطعة حتى الآن.
بسبب فشل الصفقات الصيفية وتباين الرؤى، تعززت الخلافات وتزايدت المخاوف من تأثير الأزمة على صفقات يناير القادمة، وهو ما يزيد من التوتر مع اللاعبين الأساسيين ويهدد بقيمة الفريق ككيان تنافسي في السنوات المقبلة.
خلاصة الوضع ونظرة مستقبلية
يظل مصير صلاح والصفقات القادمة معلقاً في يد إدارة النادي وFSG، فيما يضغط الجمهور من أجل توازن بين العاطفة التاريخية واحتياجات القيمة الاقتصادية، ويظل السؤال الأكبر حول ما إذا كانت هذه السياسات ستنجح في إعادة الاستقرار الى ليفربول أم ستدفع الفريق إلى مزيد من التحديات في الموسم القادم.







