رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

ريف حلب الجنوبي بحاجة ماسة للدعم قبل انطلاق حملة ‘حلب ست الكل’

شارك

تُهيئ حملة “حلب ست الكل” المرتقبة في ريف حلب الجنوبي فرصة لإعادة الحياة إلى المنطقة، بعد سنوات من النزوح والدمار الذي طال البنى التحتية والمنازل والمؤسسات الخدمية، ما جعل الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه تشهد تدهوراً يعوق عودة الأهالي واستقرارهم في قراهم وبلداتهم.

ويمتد ريف حلب الجنوبي جغرافياً من أوتستراد حلب–دمشق غرباً إلى سلسلة الجبال، ومن منطقة أبو الظهور جنوباً حتى أطراف مدينة حلب شمالاً، وهو مجال واسع يحمل عمقاً تاريخياً يعود إلى عصور الفتوحات الإسلامية وظهر لاحقاً في مسار الثورة السورية.

أولويات الحملة في الريف الجنوبي

يتسم الريف بطابعه الزراعي، حيث توجد أراضٍ خصبة تزرع فيها المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن والشمندر، إضافة إلى الأشجار المثمرة كزيتون وعنب، ما يجعله سلة زراعية رئيسية حول مدينة حلب ويضع احتياجات الدعم في سياق تعزيز الإنتاج والاقتصاد المحلي.

وعلى صعيد ما خلفته سنوات الحرب، كانت المنطقة بوابة حلب خلال المعارك في 2013، حين استخدمها النظام كمعبر للوصول إلى المدينة وأوتستراد دمشق–حلب، فتعرضت للبناء السكني والمؤسسات للخسائر الكبيرة كما طالتها أعمال القصف الواسعة.

وتبرز في ريف حلب الجنوبي تلال حاكمة ذات ثقل عسكري واستراتيجي، مثل جبل عزان جنوب حلب المطلة على مطار حلب الدولي والمطار النيرب العسكري، إضافة إلى تلة العيس التي تشرف على أحياء حلب الجنوبية وتضم الأكاديمية العسكرية وعدداً من القطع العسكرية، وهي جميعها تؤثر في حركة الطريق الدولي وتتسبب في صراعات مستمرة.

وفي سياق العودة إلى الحياة، بدأت الخدمات تتعافى تدريجياً مع تحرير المنطقة، لكن الدمار ما زال يحول دون استقرار السكان في المحور الممتد من جبل عزان إلى تلال العيس، وتبقى العزيمة الشعبية راسخة للعودة وإحياء الأراضي والمنازل.

وتؤكد الجهات المحلية والمجالس الإدارية في الريف الجنوبي أن حملة “حلب ست الكل” تشكل فرصة لإعادة الحياة عبر دعم المشاريع الخدمية وإعادة تأهيل البنى التحتية، بما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتسهيل عودة السكان إلى بيوتهم بعد عقود من التهميش والمعاناة.

ويوضح مسؤول منطقة سمعان الجنوبية، محمد السالم العلي، أن الريف يمتد من الغرب إلى الشرق مروراً بتلال وجبال، ويُسهم تاريخياً في مسار الثورة السورية وهو يحمل حضوراً مؤثراً في المشهد العام، ما يجعل الاستثمار في التنمية والتعافي أمراً ضرورياً لإعمار المنطقة وعودة سكانها.

وتدعو الحملة الجميع للمساهمة بحسب استطاعتهم، بهدف إعادة بناء سوريا وإعطاء أمل جديد لريفي حلب الجنوبي وباقي القرى المحيطة، وفق نداء موحّد يعبّر عن الوفاء لحلب وحقوق أهلها في العودة إلى بيوتهم وسبل عيشهم.

مقالات ذات صلة