رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

بلدة الزربة قبيل انطلاق حملة “حلب ست الكل”.. بنى تحتية مدمرة واحتياجات خدمية ملحة

شارك

تتجه الأنظار إلى الريف الجنوبي لمحافظة حلب وتحديداً بلدة الزربة كمدخل رئيسي لهذا الريف نحو مدينة حلب، مع اقتراب إطلاق حملة “حلب ست الكل” في التاسع عشر من كانون الأول الجاري، وتُعكس البلدة نموذجاً واقع الأهالي الذين عاد قسم منهم ويحتاجون إلى دعم مستدام لإعادة الحياة تدريجياً وتثبيت الاستقرار.

الوضع في الزربة

يقول محمد جويد، رئيس المجلس المحلي لبلدة الزربة، إن البلدة تمثل البوابة الأولى للريف الجنوبي لحلب وتواجه اليوم تحديات كبيرة في إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد سنوات النزوح والدمار.

وأوضح أن الهدف الأساسي للمجلس هو نقل معاناة الأهالي ومشكلاتهم بكل شفافية ومسؤولية، والعمل على تقديم الخدمات بأفضل صورة ممكنة رغم الإمكانات المحدودة.

وأشار إلى أن البنية التحتية في بلدة الزربة قبل الثورة كانت مقبولة إلى حد ما، إذ تضمنت مستوصفاً صحياً، ومركز هاتف، ومركزاً للسجل المدني، ومركزاً للكهرباء، إضافة إلى وحدة مياه، لكنها كانت بمستوى دون المتوسط ولا تلبي كامل احتياجات السكان.

اضطر الأهالي خلال الثورة إلى تشكيل المجلس المحلي، الذي عمل ضمن الإمكانات المتاحة وبالشراكة مع المجتمع المحلي على تأمين الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ونجح في تقديم مستوى أفضل من الخدمات مقارنة بما كان متوفراً سابقاً رغم امتلاك النظام السابق للإمكانيات المالية والكادر البشري، وفق ما قال جويد.

تركزت المهام الحالية للمجلس على الإشراف على البنى التحتية والخدمات الأساسية التي تضمن سبل العيش المناسبة للأهالي، بما يشمل شبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه والطرقات.

أوضح أن الدمار الذي أصاب هذه البنى حالياً شبه كامل، وهو عائق أمام عودة عدد من السكان بسبب الأضرار الكبيرة والغياب الخدمات.

ذكر أن نحو 60% من السكان تمكنوا من العودة بدافع التمسك بالأرض والمنازل، فيما لم يتمكن الباقون من العودة بسبب حجم الدمار وحالة الطرق وعدم توفر الخدمات.

وأضاف أن غالبية العائدين قاموا بترميم منازلهم ضمن إمكانيات محدودة جداً تكفي للسكن المؤقت فقط، وأن أغلبهم لا يملكون القدرة المالية لتجهيز بيوتهم بشكل كامل لظروف المعيشة.

وأشار إلى أن المجلس المحلي مستمر في جهود إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات بالتعاون مع المجتمع المحلي لإعادة الحياة تدريجياً إلى بلدة الزربة، وهو ما يعكس صمود الأهالي وإصرارهم على البقاء.

حملة حلب ست الكل وآفاقها

وتأتي حملة “حلب ست الكل” كخاتمة لسلسلة حملات إنسانية وخدمية انطلقت في محافظات سورية عدة، شملت أربعاء حمص وأبشري حوران في درعا ودير العز في دير الزور وريفنا بيستاهل في ريف دمشق.

وتهدف الحملة إلى دعم المشاريع الخدمية وتعزيز مشاركة المجتمع في تطوير المدن والبلدات، ضمن رؤية توحّد الجهود الرسمية والأهلية تحت شعار يعكس مكانة حلب ودورها المحوري، ويعبّر عن روح الانتماء والعطاء لدى أبنائها.

ويطمح المنظمون إلى جمع مليار دولار لصالح الحملة، التي من المتوقع الإعلان عن نتائجها خلال حفل في 18 كانون الأول، على أن تتركز الجهود في إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة، خصوصاً في الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية، بهدف رفع المستوى المعيشي للأهالي وتحسين ظروفهم الصحية والتعليمية، بعد سنوات من التدمير الذي طال المدينة جراء القصف بالبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية خلال سنوات النظام البائد.

مقالات ذات صلة