نظمت وزارة الصحة بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في سوريا اليوم ورشة عمل حول واقع التأمين الصحي وضرورة نشر الوعي بأهميته وآليات تطويره ليكون أكثر فاعلية في البلاد.
وألقيت في الورشة التي أُقيمت في مركز الدراسات الإستراتيجية والتدريب الصحي بدمشق محاور تتعلق بواقع التأمين الصحي في سوريا منذ خمسينيات القرن الماضي، مستعرضين التجارب والخبرات العالمية والمحلية القابلة للاستفادة، إضافة إلى طرح توصيات تهدف إلى بناء نظام تأمين صحي أكثر كفاءة وضمان استدامته مستقبلاً.
وأكد مدير المركز الدكتور صلاح صفدي أهمية اعتماد نهج تقوم فيه الشراكات بين القطاعين الحكومي وغير الحكومي والمجتمع المحلي، بما يسهم في توحيد الجهود وتكامل الأدوار وتعزيز كفاءة الخدمات الصحية وتحقيق استدامة نظم التأمين الصحي بما يلبي احتياجات المشتركين.
وتحدث المدير التنفيذي للمؤسسة الدكتور ماهر أبو ميالة عن ضرورة دعم النظام الصحي وتخصيص جزء من التمويل من الشركاء الحكوميين والمانحين والمنظمات، مبرزاً أن التأمين الصحي المجتمعي يحمل إمكانات واعدة وتستلزم الحوكمة والإدارة المحلية وفق نموذج متدرّج تجريبي قابل للتكرار لتوسيع قاعدة المشتركين وضمان الاستمرارية.
قدمت مديرة مشروع الرعاية الصحية الأولية في المؤسسة المهندسة غرناطة الجندي دراسة تناولت واقع التأمين الصحي وتحدياته، مثل عدم ملاءمة الأسعار والتأخير في المدفوعات والموافقات وغياب المعايير الدولية لترميز الأمراض والإجراءات الطبية، إضافة إلى ضعف الوعي المجتمعي بأهمية التأمين الصحي.
كما استعرضت مديرة البرامج في المؤسسة الدكتورة دلال الحموي تجربة مشروع التأمين الصحي العائلي الذي نفذ بين عامي 2021 و2022 في عدة مناطق، موضحة أنه يهدف إلى تحسين وصول الأسر الفقيرة إلى الخدمات الصحية وضمان حصولها على العلاجات والأدوية اللازمة وفق معايير تشمل الوضع الاقتصادي والصحة والعوامل الاجتماعية والتوزيع الجغرافي.
وأوصت الورشة بتطوير وتنفيذ مبادرات للتأمين الصحي المجتمعي في المرحلة الراهنة، مع دمج آليات المراقبة الدقيقة والتقييمات البحثية ضمن هذه المبادرات، بما يسهم في بناء ممارسات قائمة على الأدلة وضمان نجاح تطوير التأمين الصحي كجزء من مسار التعافي المبكر.
يعدّ التأمين الصحي أحد المكونات الأساسية لتعزيز العدالة في الحصول على الخدمات الطبية وتخفيف الأعباء المالية عن الأسر، ولا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجهها سوريا خلال السنوات الأخيرة.







