رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

بين الجفاف والغزارة وتساقط الثلوج.. أسرار أمطار المغرب وتحقيق النجاح في اختبار أمم إفريقيا

شارك

واجهت بطولة أمم أفريقيا المقامة في المغرب تحديات متعلقة بالأمطار الغزيرة التي هطلت على مدن وملاعب مختلفة خلال الفترة الأخيرة.

وقد حرصت السلطات على الحفاظ على سلامة الطرق ومساعدة القرى المتضررة وتسهيل وصول الفرق والوفود، إضافة إلى تنظيم عمليات التصريف والتهوية في الملاعب لضمان استمرار اللعب رغم التقلبات المناخية.

الجفاف وتحديات الموارد المائية في المغرب

تاريخياً لم يكن المغرب بلدًا جافًا بصفة دائمة، لكنه شهد فترات أمطار غزيرة ومطالب بمخزون مائي كاف. منذ 2018 بدأ المغرب يدخل فتره جفاف ملحوظة، واعتُبر عام 2023 من أسوأ سنوات الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة، وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية في 2024 تقريراً يحذر من ندرة الأمطار على القارة الأفريقية بشكل عام.

سجل سد المسيرة، ثاني أكبر سدود المغرب، أدنى نسبة تعبئة له منذ تأسيسه في 1976، حيث بلغت أقل من 6% مقارنة بنحو 99% في مايو 2013. كما جاءت معدلات الأمطار في موسم 2022-2023 أقصر بنحو 28% من المتوسط، وهو العام الرابع الذي يسجل فيه هطولاً أقل من المتوسط بنحو 20% فأكثر.

ومع مطلع العام الماضي بدأ المشهد يتغير تدريجيًا مع سقوط أمطار غزيرة في فبراير ومارس على عدة مناطق، ما يوحي بتبدل تدريجي في أنماط التساقط لكنها ما تزال تحت تأثير الجفاف المتواصل.

الغيث والاستمطار الصناعي

وتُعد المغرب من الدول العربية القليلة التي اعتمدت على تقنية الاستمطار الصناعي، عبر مشروع الغيث الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني عام 1984. ويُنفَّذ المشروع عادة من نوفمبر وحتى يناير وأحيانًا حتى أبريل، باستخدام تقنيات تلقيح السحب بمادة يوديد الفضة أو مواد كيميائية أخرى، وتنفَّذ عبر طائرات ومولدات خاصة.

عاصفة ثلجية محتملة وتوقعات الطقس

تشير نماذج الطقس الأميركية ومنظومات الطقس الأوروبية إلى احتمال تشكل عاصفة ثلجية في المغرب وشمال إفريقيا مطلع يناير القادم، مع إمكانية هطول أمطار غزيرة وثلوج في مناطق متعددة وتدنٍ كبير في درجات الحرارة. وتتوقع المصادر أن تصل كميات الأمطار في مدينة أكادير إلى نحو 55-75 ملم خلال هذه الفترة، مع توقع موجة برد وقراءات متباينة بين النماذج مع انتهاء ديسمبر وبداية يناير.

الأمطار وتداعياتها على أمم أفريقيا

رغم هذه الظروف، نجحت المغرب في تنظيم البطولة حتى الآن بنجاح، خصوصاً من حيث الملاعب المستضيفة لمباريات الكان 2025، ولم تشهد أزمات كبيرة رغم غزارة الأمطار. وكانت تقارير أشارت سابقاً إلى تسرب للمياه في بعض الملاعب خلال مباريات الملحق الأفريقي قبل انطلاق البطولة نتيجة أعمال تقنية لم تكتمل، حيث جرى لاحقاً استكمال الأعمال والتحسينات اللازمة في الأسقف وغيرها من الأنظمة.

سر صمود ملاعب المغرب في الكان

كشفت تقارير صحفية أن أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط استفادت من تركيب نظام “SubAir” لامتصاص الماء بسرعة، إضافة إلى منظومة تصريف متقدمة تشمل مضخات كبيرة تعمل في عدة ملاعب لسحب المياه خلال وقت وجيز دون تعطيل المباريات. كما اعتمدت المملكة على خبراء عالميين للإشراف على الملاعب المرشحة لاستضافة كأس العالم 2030، مع إمكانية التدخل السريع عبر نظام ذكي لمواجهة الظروف الجوية الصعبة.

اعتمدت هذه المنظومة على تفادي تشكل البرك وحماية جودة الأرضية مع تهوية التربة والعشب، ما يضمن صلابة الملاعب وتحملها للعب المتتالي. وتُنفَّذ الأرضيات في الملاعب باستخدام عشب هجيني يمنحها المتانة اللازمة في المواسم المختلفة.

مقالات ذات صلة