اطلع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على سير العمل في المرحلة الأولى من العمليات التطويرية والاختبارية للقطارات المعلقة في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار التي يتم تطويرها في أكبر المختبرات ومراكز البحث العلمية التطبيقية للمواصلات الذكية على مستوى المنطقة، والتي تتخذ من أرض المجمع مركزاً لعملياتها الاختبارية.
وجاء ذلك خلال زيارة سموه عصر اليوم السبت لمقر مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وتابع جانباً من العمليات التشغيلية الاختبارية لإحدى العربات.
واستمع سموه من مشرفي ومسؤولي المجمع إلى شرح حول آخر التطورات والتقنيات المستخدمة في تنفيذ المشروع، والشراكات القائمة بين المجمع والشركات المطورة والمؤسسات الأكاديمية. وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة انطلاق المرحلة التجريبية للعربة وخط السير المحدد لها والآلية المتبعة في تنفيذ الاختبارات العلمية عليها.
ويحتضن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار واحداً من أكبر المختبرات ومراكز البحث العلمية التطبيقية للمواصلات الذكية على المستوى العالمي، إذ تعمل احدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في قطاع النقل الذكي وتتخذ من المجمع مقراً لأعمالها على تطوير منظومة من الحلول الابتكارية تعبر عن المفهوم الحديث للتنقل الحضري داخل المدن، حيث تجري عمليات البحث والتطوير والاختبار على تلك التقنيات الحديثة في الشارقة ليتم تسويقها لاحقاً في كبرى العواصم العالمية.
وقد بدأت شركة “سكاي واي جرينتيك” SKYWAY GREENTECH، بعمليات البناء في مشروع القطارات الهوائية المعلقة في الأرض المخصصة له بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ليكون نموذجا حياً للشراكة الاستراتيجية بين القطاع الاستثماري الخاص ممثلاً بالشركة المنفذة والقطاع الأكاديمي البحثي في الجامعة الأمريكية في الشارقة، إذ تم الانتهاء من المرحلة الاختبارية الأولى من المشروع وبدأت العربات المعلقة بالعمل لمسافة قصيرة ويجري العمل على المرحلة التالية التي ستكون ضمن مسافات أطول، ليكون أول تطبيق عملي لهذا النوع من التنقل الحديث على مستوى المنطقة.
وجاء الإعلان عن المشروع الوطني والتكنولوجيا العالمية الجديدة التي يقوم بتقديمها مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في الشارقة بهدف نقل وتوطين المعرفة، تماشياً مع استراتيجية الدولة في الريادة وفي التطور المستدام والتنمية المستدامة في كافة مناحي الحياة ومنها التنقل واللوجستية، وإثراء المعرفة، بالإضافة إلى تحقيق التوجهات الأكاديمية والعلمية والاقتصادية لإمارة الشارقة بخصوص توسيع الآفاق العلمية والوصول بالأبحاث والابتكارات إلى منجزات ملموسة تعزز مفهوم الابتكار والتقدم العلمي ولتكون محفزاً للنمو الاقتصادي من خلال ربط المراكز التجارية والصناعية الرئيسية، وتوفير وسيلة نقل آمنة وموثوقة للأجيال القادمة، من خلال تأسيس قطاع نقل جديد في الدولة وسيعمل هذا النوع من القطارات على نقل الركاب ونقل الحاويات بين المدن، ما يشكل نقلة نوعية في عالم الشحن البري.
وسيكون المجمع وبعد الانتهاء من عمليات البناء والتطوير لهذا المشروع الحيوي واكتمال مرحلة الاختبار والتجريب من أوائل المصدرين والمروجين لهذه التكنولوجيا الثورية في وسائل نقل مستدامة تواكب النمو الكبير والحاجة الملحة في المدن الكبرى لهذا النوع من وسائل التنقل الآمنة والاقتصادية من حيث الطاقة ومساحات الأرض المستخدمة مقارنة بوسائل النقل الأخرى.
ويوفر المجمع مجموعة من المميزات والتسهيلات للمستثمرين في القطاع البحثي من شركات وأفراد مما يشكل سبباً مباشراً في استقطاب استثمارات ضخمة للإمارة التي تعوِل الكثير على الاستثمار في البحث العلمي، الذي يعد أساس التنمية والتطور للإنسانية عبر إيجاد الحلول السهلة لكافة مناحي الحياة.