قبل ثلاثة أيام فقط كتبت في هذه الزاوية “بعض النواب لا يملكون الموهبة والوعي لكي يصبحوا ممثلي الشعب، وللتأكد انتظروا مسارات أفكارهم ومداخلاتهم في الجلسات القادمة وخطواتهم الموغلة في الغابات الموحشة”، وكأن هناك من يستعجل الأمر بقلب محاط بغيوم سوداء، حيث خرج إلينا نائب يريد استجواب الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، بعد مشاركته في المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط الذي عقد في مدينة وارسو بجمهورية بولندا، هكذا بكل بساطة يريد استجواب الوزير وكأن المسألة صفقة استثمارية جديدة للحصول على لقب “النائب الذي استجوب الوزير”.
قبل التعليق على قصة النائب المضحكة للاستجواب والمبنية على هياكل من عدم الفهم نبين له “أن مشاركة البحرين في هذا المؤتمر تأتي انطلاقًا من حرصها الثابت على تعزيز العمل الدولي المشترك على مختلف الأصعدة ودعم كل المساعي والجهود الرامية لترسيخ الأمن والسلام في المنطقة، ومواصلة هذه الجهود للتوصل لحلول سلمية لقضايا المنطقة بما يكفل الحفاظ على سيادة دولها ومنع كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها والقضاء على كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب”.
أولا يا سعادة النائب الفارق الفكري يحتم عليك أن تبقى في ميدانك وتتحدث في المواضيع التي تهم المواطنين، وهناك قضايا يفترض أن تعطيها أولوية في النقاش والمتابعة، بدل هذه الشطحات والمسرحيات التي تعالج قصة لمبات كهربائية وثرثرة لا طائل منها، نتمنى أن ترفع عن عينك الغطاء السمين وتعرف أهمية النقاط التي تحدث عنها وزير الخارجية والدور الكبير للبحرين في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وموقفها الثابت والراسخ من دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ثم كيف تستشهد بفيديو قناة معادية للبحرين وعميلة وهي قناة العهر والكذب “ميادين” ومرتزقتها الذين يجوبون شوارع أوروبا ويجالسون الشياطين من أجل تشويه سمعة البحرين؟
من خلال هذه الرؤية الصرفة للواقع سنشهد في الأيام المقبلة شطحات وبطولات خاوية لبعض النواب ولا في أحلامنا وخيالنا، ومن يعلم ربما يخرج علينا نائب يريد استجواب “إبليس” نفسه ليوبخه على ما يفعله في البشر.