أشاد دبلوماسيون بمبادرة الأردن باستضافة المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، الذي يعقده بتنظيم مشترك مع مصر والأمم المتحدة، مشيرين إلى أن الأردن يقوم بجهد أساسي في إيصال المساعدات الإنسانية برا وجوا إلى غزة، كما يواصل جهوده واتصالاته للضغط باتجاه ضمان تدفق المساعدات بشكل كافٍ ومستدام من منطلق واجبه تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتخفيف آلامهم.
ومن منطلق حرص أردني على تحقيق أمن واستقرار المنطقة، حذر الأردن مرارا وتكرارا من خطورة اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية والتصعيد وآثاره على المنطقة وعلى الأجيال التي عاصرت الموت والظلم.
وحسب تقدير الأردن في ضوء متابعته الحثيثة للأوضاع، فإن غزة ستحتاج إلى سنوات لتستعيد عافيتها، وما تعرضت له لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار، بل سيجلب المزيد من العنف والصراع، لذا جاءت مبادرة الأردن باستضافة المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة.
وفي هذا الصدد، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير أشرف حربي، أن المؤتمر سيشهد مزيدا من التركيز على وضع آلية محددة لكل بند سيتم طرحه على الأطراف المشاركة والمعنية لمرحلة ما بعد حرب غزة.
وأشار السفير حربي، إلى أن الدور الإغاثي ممتد للأردن ومصر؛ فلم يتوانَ البلدان عن تقديم سبل الدعم الإنساني والإغاثي، عن طريق عمليات الإنزال الجوي التي تتم منذ بدء الحرب على غزة، وهو مستمر إلى حين تسوية المعابر في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي في معبر رفح.
وأكّد أن مصر لن تتراجع عن موقفها طبقا للاتفاقيات المبرمة بين الجانب المصري والإسرائيلي، بالنسبة لتنظيم العمل في المعابر سواء كانت أمنيا أو من حيث الوجود المصري أو الإسرائيلي أو الفلسطيني، وكلها محددات لا يمكن التنازل عنها من الجانب المصري مهما حدث.
وفي سياق متصل، أكد سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي، الدور المهم للتنسيق المستمر بين الأردن ومصر في الدفاع عن الحق الفلسطيني المشروع، واتصال البلدين الوثيق، مثمنا خطوات وتحركات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حشد الجهد الدولي اللازم من أجل وقف الحرب الإسرائيلية الشعواء على غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وجهودهما في عقد المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة.
وأشار الريدي، إلى أن المؤتمر الذي يستضيفه الأردن يأتي بتنظيم مشترك مع مصر والأمم المتحدة، كون الدولتين الجارتين هما الأكثر صلة بالقضية تاريخيا، مشيرا إلى أن تطابق وجهات النظر بين الأردن ومصر له دور مهم في تخفيف معاناة غزة والوقوف بحزم بوجه مخطط التهجير القسري؛ لأن الأمر أمن قومي للبلدين وكذلك العربي.
وأكد السفير الريدي، أن المؤتمر الذي يستضيفه الأردن له أهمية كبيرة ولا سيما وأنه يأتي في توقيت بدأ فيه الوعي الإنساني للمجتمع الدولي يتحرك، مشيرا إلى التحول الواضح في مواقف الدول الغربية مثل إسبانيا والنرويج؛ مما يؤكد نجاح الجهود العربية، وفي طليعتها الجهود الأردنية والمصرية وقدرة البلدين على إحداث تغيير في بوصلة المزاج الشعبي الغربي.
إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق المصري السفير حسين هريدي، أن المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، مبادرة متميزة من جانب الأردن؛ نظرا للدور الحيوي المهم للمساعدات لإنعاش الوضع في غزة بعد حالة الدمار الهائل الذي لحق كل شيء، لافتا إلى أن المؤتمر سيكون فرصة لتحديد الآليات ذات الصلة بعملية التمويل والإعمار والجهة المسؤولة عن جمع التمويل وغيرها من الأمور المهمة كإيصال المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة لغزة.
وأشار “هريدي”، إلى أن الحديث حاليا عن عملية الإعمار في غزة تتراوح ما بين 60 إلى 70 مليار دولار على أن تتم مراحل الإعمار على عشر سنوات، وسيكون المؤتمر فرصة للبحث عن مصادر للتمويل ووضع خطة لكيفية تنفيذ خطة الإعمار والتي ستتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة.