رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

هدفه الحد من النفوذ الروسي.. سبوتنيك: الولايات المتحدة تسعى لتشكيل فيلق أوروبي في ليبيا خلال قمة الناتو

شارك

نتيجة لتنامي دور روسيا وقواتها في ليبيا، تريد الولايات المتحدة إحكام قبضتها على المشهد في البلاد من خلال تشكيل فيلق أوروبي بزعم المحافظة على مصادر النفط وتوحيد الجيش الليبي، إلا أن هذه القوات الأوروبية حال تشكيلها وإرسالها إلى ليبيا قد تقود لمواجهة عسكرية جديدة، أو الإبقاء على الانقسام المؤسساتي.

وذكرت صحيفة سبوتنيك أن الخبراء يرون أن القمة التي تلتئم اجتماعاتها السنوية الـ75 لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في واشنطن ما بين 9 و11 يوليو الجاري، ستدفع باتجاه تشكيل “الفيلق”، الذي يخدم مصالحها في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن العاصمة الفرنسية باريس احتضنت في مايو الماضي اجتماعا ضم فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأمريكا، وجرى خلاله الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية مشتركة، بزعم دعم العملية الانتخابية، وفق تقارير صحفية غربية.

وأضافت أن تحذيرات الخبراء تتزامن مع نشاط شركة “أمينتوم” الأمريكية العسكرية الخاصة في المنطقة الغربية، خاصة في ظل عمل واشنطن على سحب قواتها من النيجر، والتي يجب أن تغادر بحلول منتصف سبتمبر المقبل، بعد إنهاء النيجر الاتفاق العسكري مع واشنطن في وقت سابق.

وتتمثل عملية الفيلق الأوروبي في وجود قوات غربية في ليبيا تحت مزاعم حماية الحقول النفطية والمصالح هناك، ومحاربة الإرهاب والعمل على بسط السيطرة، تمهيدا لبقاء دائم عبر آليات قد تقر خلال الفترة المقبلة.

وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في ليبيا، طلال الميهوب، إن الدعم الأمريكي للجماعات المسلحة في الغرب الليبي، وسعيها لتشكيل ما يعرف بـ”الفيلق الأوروبي- الليبي”، يحول دون أي استقرار في البلاد.

وأضاف الميهوب في تصريحات نقلتها “سبوتنيك” أن ما تسعى له واشنطن سيدفع بالمجموعات في الغرب الليبي إلى رفض أي مسار بشأن الانتخابات، أو التوافق بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما يحول دون التوافق بين الأطراف الليبية.

وحذر الميهوب من التحركات الأمريكية في الغرب وما يمكن أن يترتب عليها من تعطيل للمسار السياسي، مشددا على أن الشارع الليبي يرفض أي تواجد لقوات أمريكية أو أوروبية في غرب البلاد، بينما يرغب في السير نحو الانتخابات، التي تعرقلها المجموعات المسلحة المدعومة من الغرب.

وقال محمد السلاك المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي، إن المقترح في ظاهره يهدف إلى نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية تبدأ بقوة مشتركة تؤمن الحدود الجنوبية، لكن في الهدف الحقيقي هو الحد من النفوذ الروسي في المنطقة ووضع الأطراف الليبيه في الواجهة.

وأضاف السلاك في تصريح نقلته “سبوتنيك” أن خطورة هذا الفيلق تكمن في كونه أداة عسكرية لتحقيق أهداف خارجية، واستبعد تماما أن تكون القوات المسلحة جزءا من هذا التخطيط.

وأوضح أن قمة الناتو المرتقبة خلال أيام ستدفع بهذا الاتجاه لخدمة مصالح دول الحلف في ليبيا، ومن ثم أفريقيا، لافتا إلى أن موقف الأطراف السياسية، يجب أن يرفض بشدة تسييس ملف توحيد المؤسسة العسكرية، وتوظيفه لخدمة مصالح غربية، لا شأن لليبيا بها، مع الدفع بالجهود البناءة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وفق ضوابط وطنية خالصة، والبناء على تفاهمات اللجنة العسكرية المشتركة” 5+5 “، التي تراجع دورها مؤخرا رغم ما حققته دون الإفصاح عن الأسباب”.

وأشار إلى أنه رغم النفي المتكرر من الطرفين، تشير المعطيات الحالية إلى عكس ذلك، ولابد للسلطات فى الغرب الليبي أن تنتبه جيدا ولا تتورط في هذه المسألة لتجد نفسها أداة لتصفية حسابات دولية وإقليمية لن تجلب أي نفع لليبيا، بل ستزيد الأمور تعقيدا”.

واستطرد: “إن كان الأمر له علاقة بملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب، فلابد من الالتزام الكامل برحيل الجميع، وفق خطة واضحة المعالم وبجدول زمني وإشراف دولي بشكل متزامن وليس طرفا دون آخر”.

وفي أبريل الماضي، شجبت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي قرار عبد الحميد الدبيبة غير المبرر بتخصيص قطعة أرض من الكلية الجوية مصراتة لصالح قوات “الأفريكوم”، من أجل محاربة الإرهاب.

وقالت اللجنة إن من المعروف أنه لا يوجد أثر للإرهاب الآن بتواجد القوات المسلحة الذي تمكنت من تحرير الوطن من قبضتهم”.

وتأتي التحركات الغربية في ظل المساعي المحلية والإقليمية لدعم التوافق بين الأطراف الليبية من أجل إجراء انتخابات يُأمل أن تنهي مرحلة الانقسام الواقع في ليبيا منذ سنوات.

وفي ذات السياق، تسعى كل من الولايات المتحدة وفرنسا لتشكيل قوة عسكرية موحدة في ليبيا تضم عدداً من التشكيلات والجماعات المسلحة، وهو الأمر الذي لا يروق لمدن بالمنطقة الغربية تضم كتائب مسلحة تتمتع بنفوذ كبير، لمواجهة النفوذ الروسي.

وهذه التحركات جرى ربطها بقرب تشكيل ما سمي بـ«الفيلق الليبي الأوروبي» في غرب البلاد الذي بدأ الترويج له، في ظل النفوذ العسكري الروسي في المنطقة الشرقية، رغم أن موسكو تشارك في نشاط دبلوماسي بطرابلس بعد أن أعيد فتح سفارتها نهاية فبراير الماضي.

ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا أكتوبر 2020، بدأت فرنسا محاولات لتوحيد القوات الغربية والشرقية تحت لواء وحدة أمنية مشتركة لتأمين الجنوب الليبي. لكن هذه المبادرة فشلت لأن هدفها كان يخدم مصالح فرنسية أكثر من الأمن الليبي حسب محللين.

ظهرت المقالة هدفه الحد من النفوذ الروسي.. سبوتنيك: الولايات المتحدة تسعى لتشكيل فيلق أوروبي في ليبيا خلال قمة الناتو أولاً على ج بلس.

مقالات ذات صلة