أفادت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، بأنه سيكون من الصعب بالنسبة إلى الولايات المتحدة صد التوغل الروسي في القارة الأفريقية، إذ يعتمد الكرملين في نهجه على استغلال الوضع الأمني المتدهور والانقسام السياسي.
وذكرت المجلة في مقال للباحثين فريدريك ويري وأندرو فايس، أن ليبيا كانت البوابة الرئيسية التي فتحت المجال أمام موسكو للتوغل في أفريقيا مستغلا الانقسام السياسي وفراغ السلطة في البلاد.
وأشار المقال إلى استمرار موسكو في ضخ المقاتلين المرتزقة والعتاد إلى ليبيا خلال الأشهر الست الأخيرة، حتى باتت ليبيا نقطة وصول حيوية لروسيا في منطقة جنوب البحر المتوسط، كما أنها منصة لانطلاق العمليات الروسية في أفريقيا.
وربط الباحثان بين تدهور الوضع الأمني والسياسي في ليبيا وزيادة الوجود العسكري الروسي سواء في ليبيا أو أفريقيا، وقالا: خلق الانقسام السياسي في ليبيا فرصة للتدخل الروسي، وتسبب في زعزعة استقرار الدول الواقعة في الجنوب.
وبحسب المقال، بدأت روسيا في استخدام ليبيا منصة لأنشطتها في أفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى منذ العام 2018، وأرسل الكرملين آلاف المقاتلين من مجموعة فاغنر إلى جانب جنود نظاميين، وأسلحة متقدمة، ومتخصصون في حملات التضليل لمساعدة الأطراف في شرق ليبيا.
وأوضح أنه على الرغم من فشل الهجوم للسيطرة على العاصمة طرابلس بمساعدة موسكو، في العام 2019، تمكنت الأخيرة من الوصول إلى عديد من القواعد الجوية في الشرق وموانئ رئيسية، تستخدمها الآن لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى بوركينا فاسو وتشاد ومالي والسودان.
كما يسمح الوجود الروسي في ليبيا للكرملين بالاستفادة من تهريب الوقود والذهب والمخدرات والمهاجرين عبر أفريقيا، بحسب المقال.
ويرى الباحثان أن روسيا تستخدم الدروس المستفادة من ليبيا الآن لرسم تدخلها في القارة الأفريقية، إذ تتلخص الاستراتيجية الروسية في ليبيا في الاعتماد على التدخل المحدود والمرن للتوسع الآمن.
ويتساءل المقال كيف يمكن للولايات المتحدة تحديد أهداف سياسة واقعية لصد التوغل الروسي في أفريقيا، بما يخدم مصالحها ويخدم آفاق أفريقيا الضخمة، موضحا أنه يتعين على واضعي السياسات في واشنطن اتخاذ مسار أكثر تحديدا فيما يتعلق بالنفوذ الروسي.
ويرى أنه عوضا عن الاستمرار في استمالة القادة الأفارقة، الذين اعتبرهم عائقا في بعض الأحيان وليس أصولا قيمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يتعين على واشنطن الاستمرار في مساعدة شركائها الحاليين في تقديم نموذج جيد للحوكمة، مع خلق الفرص الاقتصادية وفرض الأمن.
وأكد أهمية أن تعمل واشنطن على تحسين أوضاع المعيشة للسكان الأفارقة، لتجنب اتجاه الحكومات إلى الاعتماد على روسيا في المستقبل.
ظهرت المقالة مجلة أمريكية: ليبيا بوابة روسيا للتوغل في أفريقيا بسبب الانقسام السياسي وفراغ السلطة أولاً على ج بلس.
