يعتقد 57% من كبار خبراء الأمراض أن سلالة من فيروس الإنفلونزا «متحورة وشديدة» ستكون السبب في تفشي جائحة عالمية للأمراض المعدية القاتلة، بحسب دراسة استقصائية دولية أجرتها جامعة كولونيا، وستنشر تفاصيلها قريبا.
وأكدت الدراسة أن الإنفلونزا تشكل التهديد الأول من حيث قدرتها على الانتشار الوبائي في نظر أغلبية كبيرة من علماء العالم.
وفي متابعة ذكر خبراء في الأمراض المعدية والفيروسات أن الإنفلونزا كانت وما زالت تشكل تهديدا في إطار الأبحاث المستمرة التي تؤكد أن الإنفلونزا تتطور وتتحور باستمرار.
تعليقا على ذلك، قال مصدر في المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية إن الأردن مستعد لأي وباء، مشيرا إلى استفادة المملكة من تجربة كوفيد 19.
وأضاف المصدر أن كافة التحذيرات التي تصدر من منظمة الصحة العالمية أو من مراكز الأمراض تؤخذ بالجدية التامة، وأن هذه التحذيرات تهدف إلى أن تكون الدول دائما مستعدة، داخل الدولة وخارجها، عن طريق التعاون المشترك.
وأشار المصدر إلى أن للتعاون بين الدول والسلطات الصحية دورا في الكشف عن أي وباء وفيروس، وأن يتم هذا الاكتشاف مبكرا.
وبين أن السلطات الصحية الأردنية تنبهت إلى أهمية توحيد أمور الرصد في مكان واحد، حيث يعمل المركز الوطني لمكافحة الأوبئة على ذلك حاليا، من خلال جمع كل المؤسسات الطبية المعنية مع بعضها بعضا.
وأوضح أن هناك خطة، هي قيد اللمسات الأخيرة حاليا، لمكافحة الأوبئة، تتشارك فيها كل القطاعات الصحية وغير الصحية.
وقال المصدر إن استعداد الدول يكون عن طريق تجهيز المختبرات وأن يكون لديها القدرة على هذا اكتشاف الأوبئة، وأن تكون هناك خطة لمكافحتها، مؤكدا أن «كل ذلك موجود في الأردن».
وأشار إلى أن كافة التقارير الصحية العالمية تؤكد أن الجائحة القادمة هي من الإنفلونزا تحت أي مسمى، سواء إنفلونزا الطيور أو أي فيروس يمكن أن يتحور.
وبين أن هناك عددا من الفيروسات التي تخضع للمراقبة الحثيثة، لا سيما الفيروسات التنفسية الناجمة عن فيروسات «آر إن إيه» السريعة التطور مثل «السارس» و»متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)»، وقد يكون مصدره إما من الخنازير أو الخفافيش أو الطيور.
من جهتهم، حذر الخبراء من أن «جائحة جديدة» تلوح في الأفق مع تزايد حالات إنفلونزا الطيور بين الحيوانات.
واعتبروا أن من السذاجة استبعاد حدوث جائحة تعادل في شدتها جائحة إنفلونزا عام 1918 التي حصدت أرواح 50 مليون شخص، مشيرين إلى أن من المتوقع أن يخلف الوباء حال حدوثه في الوقت الحالي 200 مليون بين وفاة وإصابة.
اختصاصي علم المناعة الدكتور جورج الأسمر، قال إن الإنفلونزا موجودة معنا بشكل دائم، وفي كل شتاء، وهي سريعة الانتشار بين البشر، ولكن بمحيط جائحي ضيق، ويمكن التحكم فيه، لأن السلالات قليلة الخطورة وتتم السيطرة عليها، ولكن لن يبقى الحال كما هو، ويمكن أن تأتي سلالة شديدة جدا من فيروس الإنفلونزا ولكن بتحور غير معروف وذي شدة كبيرة.
وأوضح «لأن هذا الفيروس المتحور جديد فمن الطبيعي أن يحتاج الخبراء والقطاعات الطبية إلى وقت كبير للتعرف على خصائصه. وهذا احتمال من عدة احتمالات أخرى، ولكن العديد من العلماء يؤكدون أن الوباء القادم هو من فيروسات الإنفلونزا الكثيرة التي نعلم منها جزءا ولا نعلم الآخر».
اختصاصية الأمراض المعدية الدكتورة جيهان أبو عايد قالت «في كل عام تظهر سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا الموسمية، تختلف اختلافا طفيفا عن السلالة التي تسبقها، وقد تنشأ سلالات جديدة نتيجة للتبادل الجيني بين السلالات المختلفة من فيروس الإنفلونزا داخل جسم العائل، وتكون أكثر قدرة على الانتشار وإحداث وباء عام».
وأضافت «بعد الإنفلونزا الإسبانية أتت موجات وبائية أخرى للإنفلونزا في أعوام 1957، و1968، و1977، و2009. فإذن هو أمر متوقع».
وأوضحت أن التحور في الفيروسات كبير جدا لا سيما فيروسات الإنفلونزا، نظرا لاستمرار دورتها الطبيعية وانتقالها وعودتها كل شتاء، مشيرة إلى أن الطيور المائية البرية تعد مستودعا طبيعيا لفيروس الإنفلونزا، ويُجمع الخبراء على أن ظهور فيروس لا يقل ضراوة عن الفيروس المسبب للإنفلونزا الإسبانية أو ربما أشد منه فتكا يعد مسألة وقت.
وقالت «قد يكون الوباء القادم في شتاء هذا العام وقد يكون في الربيع. لا نستطيع التحديد».