استبعاد كثير من العائلات في السويداء من دائرة المساعدات الإغاثية أثار سخطاً كبيراً لدى الأهالي وخاصة مع تزامنه مع الغلاء الفاحش والوضع الاقتصادي الأسري المتردي، فضلاً عن أن معظم المستفيدين من الأسر ممن فقدت المعيل أو لديها رب أسرة عاجز.
وأكد بعض الأهالي أن التوزيع لبعض الأسر كان على مبدأ الخيار والفقوس من شعب الهلال وفرق الإغاثة في القرى البلدات الأمر الذي أدى إلى استفادة كثير من الأسر غير المستحقة وحرمان الأسر الأكثر استحقاقاً، فضلاً عن توزيع مبالغ مالية على بعض الأسر وحرمان أخرى منها خلال العام الماضي.
بدوره رئيس فرع الهلال الأحمر في السويداء أنور علم الدين أكد في تصريح لـ«لوطن» أن فرق الهلال الأحمر على جاهزية وعلى استعداد على مدى 24 ساعة للعمل وتوزيع السلل التي يتم تقديمها من الجهة المانحة، إلا أن التخفيض في الكميات المخصصة للأسر في المحافظة من الجهة المانحة وهي منظمة الغذاء العالمي أدى إلى عدم حصول كثير من العائلات على تلك المساعدات حيث تم توزيع السلل من المنظمة بكميات محددة.
وأضاف: إنه لمرة واحدة شملت الدفعة الأولى 8 آلاف سلة غذائية تم استهدافها وفق معايير مركبة مثل «امرأة تعيل أسرة- رجل كبير بالسن يعيل أسرة- أسرة لديها من ذوي الاحتياجات الخاصة أو إعاقة أو أمراض خطيرة»، وبشكل عام هذه المعايير موجودة ضمن «داتا» لدى الجهة المانحة ولدى فرع الهلال حيث يتم اختيار المستفيد حسب الداتا لدى المنظمة وضمن المعايير التي تطلبها.
وأوضح أنه ضمن فرع الهلال الأحمر يوجد أكثر من 50 ألف أسرة مسجلة ممن كانت تحصل على الدعم إلا أن ما جرى منحه منذ بداية العام الحالي لا يتعدى 8 آلاف سلة غذائية فقط وألف سلة صحية ولمرة واحدة، كاشفاً أنه حالياً سيتم منح فرع الهلال 16 ألف سلة سيجري توزيعها لمرة واحدة ووفق معايير الجهة المانحة التي جرى تحديدها واستهدافها بمعيارين «امرأة مسنة تعيل أسرة، ورجل مسن يعيل أسرة».
وفيما يتعلق بما تم إثارته حول موضوع توزيع مبالغ مالية على بعض الأسر وحرمان أخرى رغم استحقاقها أكد علم الدين قيام الصليب الأحمر البريطاني بتقديم منحة مالية شتائية «كاش شتاء»، حيث جرى الطلب من الشعب والنقاط الهلالية إرسال جميع الأسماء التي تستحق فعلياً بعد التأكد من الورقيات بالدرجة الأولى والمتابعة مع المجتمع المحلي بالدرجة الثانية في كل منطقة، ولكن نظراً لأن العدد محدود والحاجة كبيرة جرى تحديد أسماء المستفيدين من الجهة المانحة وفق معايير المنح التي حددتها، الأمر الذي حال دون حصول جميع الأسر على تلك المنحة المالية.
ولفت إلى عدم وجود تعاون كامل مع المجتمع المحلي من ناحية الإشارة إلى مواطن الخلل في العمل الإغاثي أو توزيع السلل الغذائية لغير مستحقيها في كثير من المناطق، معتبراً أن الانتقادات تقتصر على عدم العدالة بالتوزيع من دون تزويد الهلال الأحمر بأي معلومات حقيقية أو دقيقة.
ولفت إلى وجود اتفاق مع الجهة المانحة على منح المحافظة 1500 سلة شهرياً ولنهاية العام الحالي فقط جرى تحديدها لثلاث مناطق، مضيفاً: نظراً لأعداد السلل المحدود تم الطلب من المجتمع المحلي تزويد فرع الهلال الأحمر بالأسر الأشد حاجة إلا أن كثيراً من المعايير المطلوبة من الجهة المانحة لم تنطبق على معظم تلك الأسماء.
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي المختص بالقطاع الإغاثي في السويداء رغدة الغوثاني أن المساعدات الإغاثية المعتمدة من برنامج منظمة الغذاء العالمي وفق عدد السلل الموزعة فإنها تخدم ما يقارب 5 بالمئة من احتياج المحافظة فقط، علماً أن نسبة الهشاشة في المحافظة تزيد على 82 بالمئة فضلاً عن أن توزيع 1500 سلة شهرياً فقط على عدد من مناطق المحافظة لن يغطي الاحتياج أبداً بل على العكس فإنه من المتوقع أن يخلق مشاكل بين أبناء المنطقة أو القرية الواحدة.