استطاع شاب عماني أن يضيف لمسة جمالية إلى سحر الطبيعة في وادي دربات من خلال مشروعه السياحي الذي يساهم في جذب الكثير من الزائرين المحبين للطبيعة العمانية، وخصوصا الأودية والشلالات والجبال الخضراء التي تتميز بها محافظة ظفار في فصل الخريف.
يُعدّ مشروع أكواخ دربات من أبرز المشاريع السياحية المبتكرة التي أضفت طابعًا جماليًّا متناغمًا مع البيئة المحيطة على ضفاف وادي دربات، أحد أشهر المواقع الطبيعية السياحية الجاذبة للزوّار والسياح بمحافظة ظفار.
ويمتاز المشروع بفكرته التي أطلقها شاب عماني، حيث أعطت ميزة إضافية للموقع السياحي وقدّمت للعائلات والأطفال خصوصية للاستمتاع بهطول الرذاذ والاستمتاع بالجلوس على ضفاف الوادي في ظل الطقس الجميل.
وقال سعيد بن محاد المعشني، صاحب المشروع، إن فكرته جاءت نتيجة لحبه للسفر ووجود الكثير من الدول التي نفذت هذه الفكرة المميزة.
ويضيف “أعجبت بالفكرة، وقررت تنفيذها في موسم الخريف بظفار، لما تتمتع به المحافظة من طبيعة خلابة خصوصا في وادي دربات، وهو مكان يساعد على تنفيذ مشروع الأكواخ السياحية، وقد بدأت في المشروع العام الماضي وتكلل المشروع بالنجاح، ولاقت الفكرة استحسان الجمهور وإعجابا كبيرا من الزوار والجهات المختصة”.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن الفكرة جاءت تلبيةً لاحتياجات الزوار لأماكن جلوس منظمة وتناسب طبيعة الموقع والبيئة المحيطة، وتحفظ خصوصية العائلات في هذا الموقع السياحي المهم.
وأضاف أن عدد الأكواخ في هذا الموسم بلغ (9) أكواخ بنموذجين مختلفين مع توفير جلسات خارجية لتعزيز خيارات الزوار، مشيرا إلى أن المشروع بدأ بثلاثة أكواخ ونموذج واحد فقط. وتمتاز هذه الأكواخ بإطلالة فريدة على وادي دربات، كما أنها تتميز بتصميم مبتكر.
وأوضح المعشني أن المشروع يعتمد على مبدأ التغيير والتطوير الدائم في كل موسم؛ حتى لا يتكرر الشكل واللون، مع مراعاة التصاميم والألوان بما يتناسب مع طبيعة المكان، إضافة إلى توفير الطاقة الكهربائية ومواد وأثاث بجودة عالية وجلسات خارجية تتسع لـ15 فردًا.
وعن التسهيلات المقدمة من قبل الجهات المختصة، أوضح “يوجد تعاون وتسهيل للكثير من الإجراءات من قبل الجهات المعنية، ولكن هناك تحديات أخرى تتعلق بالطقس وطبيعة المكان، والعمل بحذر للتقليل من مخاطر الضرر البيئي”.
ويؤكد “هناك إقبال كبير جدا على هذه الأكواخ لاسيما من قبل العوائل وذلك للمزايا التي توفرها هذه الأكواخ من خصوصية وإطلالة فريدة وجلسة هادئة على ضفاف الوادي، إضافة إلى الخدمات التي نقدمها للزوار من توصيل المياه والكهرباء وخدمة الطعام”.
وأشار المعشني إلى إمكانية توسعة المشروع بافتتاح أكواخ مماثلة في مواقع أخرى، لافتًا إلى أنّ “العمل في قطاع السياحة في سلطنة عمان واعد ولدينا في محافظة ظفار مقومات استثنائية، وعلى الشباب أن يبذلوا الجهد في دراسة مشروعاتهم والوقوف عليها، وسيجنون ثمار ذلك مع الوقت”.
وفي سياق متصل، قال إبراهيم محمد العتيبي من المملكة العربية السعودية “إن فكرة إقامة الأكواخ على ضفاف وادي دربات فكرة رائعة أضفت جمالية على المكان ووفرت للزوار أماكن جلوس مريحة مع خصوصية للأسر وبأسعار مناسبة جدا مقارنة ببلدان سياحية أخرى”، مشيرًا إلى أنه يزور كل عام محافظة ظفار ويلاحظ تطويرًا مستمرًا للمواقع السياحية والمرافق والخدمات التي يحتاجها الزائر خاصة في دربات.
ويشاركه حمد بن عبدالله المر الشحي من ولاية شناص حول مناسبة الأسعار وسهولة عملية الحجز قائلا “أنا حجزت كوخا عن طريق تطبيق الواتساب بالهاتف وتم تحديد الوقت والسعر بكل يسر وسهولة”.
من جانبه، أشاد خالد بن صلاح اليافعي من دولة قطر بفكرة الأكواخ السياحية التي لاحظها خلال زيارته الأولى إلى محافظة ظفار، وهي زيارة مجدولة وفق برنامج زمني معين، ولكن جمال المكان سيجعل إقامته تمتد لوقت غير معلوم.
ويشير إلى أن الحجز يكون بنظام الساعات أو النهار الكامل، بحيث لا تقل مدة الحجز عن ساعتين للأكواخ الكبيرة، ولو أكثر من 4 ساعات يتطلب الأمر حجزا مسبقا، وتحويل المبلغ لضمان الحجز، أما بالنسبة إلى الأسعار فهي مناسبة للزوار.