يحظى إنتاج الوقود الحيوي في السلطنة بالاهتمام المحلي والإقليمي، ويسعى هذا القطاع للتحول إلى نطاق تجاري، لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية المنشودة.
ويبذل المستثمرون جهودًا حثيثة، بهدف إطلاق الإنتاج على نطاق تجاري، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي الوقت نفسه يقول رواد الأعمال البارزون بمجال الوقود الحيوي في سلطنة عمان، إنهم بحاجة إلى دعم الحكومة لتغيير هذا الوضع.
وكانت السلطنة قد شهدت إطلاق حافلة تعمل جزئيًا بنواة التمر في شوارع العاصمة مسقط نهاية عام 2022، في نتيجة لمشروع نفّذته جامعة السلطان قابوس، في إطار سعي عُمان إلى تطوير مصادر مستدامة للطاقة.
وتعمل الحافلة بمزيج من الديزل الحيوي المصنوع من الزيت المستخرج من نواة التمر والديزل التقليدي.
وفي تعليق لها على هذا الإنجاز، قالت العالمة العُمانية التي رأست المشروع، الدكتورة لمياء الحاج: “كان هناك كثير من الاهتمام المحلي والإقليمي، وسارت الأمور على ما يُرام”.
وأضافت: “ظهرت التحديات التي توقعتها؛ إذ إن تكلفة إنتاج هذه التقنية الجديدة مرتفعة نسبيًا، ومن الصعب جمع البذور”، مشيرة إلى أن الخدمات اللوجستية معقدة، وقالت: “ما زلنا نفتقر إلى البنية الأساسية اللازمة لذلك”.
تحديات الوقود الحيوي في سلطنة عمان
من المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الوقود الحيوي، المشتق من مصادر عضوية، مثل الكتلة الحيوية والنفايات العضوية، بمقدار 38 مليار لتر بين عامي 2023 و2028، ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وتُعد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من الأسواق المهمة، ومن المتوقع أن تنمو بنحو 10% سنويًا حتى عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة العُمانية شكّلت لجنة خاصة لتطوير قطاع الوقود الحيوي ودعمه.
إنتاج الوقود الحيوي عالميًا يرتفع لمستوى قياسي.. وهذه قائمة الـ10 الكبار (تقرير)
وتقول مصادر في الصناعة إن المحادثات تشمل وضع لوائح تنظيمية، مثل تقديم الدعم أو إزالة ضريبة القيمة المضافة، إلّا أن عملية اتخاذ القرار بطيئة.
ويقول خبراء الصناعة إن نقص المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج هما التحديان الرئيسان لتطوير الوقود الحيوي في بلدان مثل عُمان، حسبما نشره موقع “أرابيان غلف بيزنس إنسايت” (AGBI)، المعني بأخبار الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
سعر الديزل الحيوي
يُعد سعر الديزل الحيوي أعلى من نظيره الهيدروكربوني بمرتين إلى 4 مرات.
ويبلغ سعر الديزل في السلطنة في الوقت الحالي 0.67 دولارًا للتر، في حين يبلغ المتوسط العالمي 1.18 دولارًا للتر.
وعلى الرغم من دعم الوقود التقليدي بصورة كبيرة، فإن الوقود الحيوي لا يستطيع المنافسة دون مساعدة مؤسسية، حسبما نشره موقع “أرابيان غلف بيزنس إنسايت” (AGBI).
وقف بناء أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا
في المقابل، فإن دعم الديزل الحيوي بما يكفي لمجاراة أسعار الوقود التقليدي في المضخة من شأنه أن يفتح الباب أمام كميات هائلة من الوقود، وفقًا للمؤسس المشارك لشركة “إكس تو إي” X2E، وهي شركة ناشئة بيئية عُمانية بريطانية، جون جونز.
ويبلغ استهلاك الديزل في عُمان شهريًا نحو 190 مليون لتر، ويقول جونز: “لذا إذا صدر قرار خلط 5 إلى 7% من الديزل الحيوي (كما هو الحال في أوروبا) أو إذا كان لدينا هذا الدعم، فإن الكميات ستكون هائلة”.