ابتكر فريق طلابي من كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق روبوتاً خاصاً للأطفال المصابين بطيف التوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، بحسب سانا.
وحول المشروع، بينت إيمان ياغي طالبة في كلية الهندسة المعلوماتية وأحد أعضاء الفريق أن الروبوت الذي حمل اسم “أوتي” حاز على جائزة أفضل مشروع تقني ضمن المسابقة الوطنية التي أقامتها مؤسسة “سند الشباب التنموية” وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان العام الماضي، لافتة إلى أن الروبوت لديه القدرة على مساعدة الأطفال للقيام بمهامهم الروتينية داخل المنزل.
ولفتت ياغي إلى أن الفكرة استندت إلى دراسات مرجعية تنص على أن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يميلون إلى التفاعل مع الروبوتات أكثر من تفاعلهم مع البشر بنسبة 4 من كل 5 أطفال، وبناء على هذه الدراسة قام أعضاء الفريق بزيارة لأحد المراكز الخاصة بصعوبات التعلم، حيث تعرفوا على سلوك الأطفال المصابين، ووجدوا أنهم يميلون لتقليد حركات الروبوتات وينجذبون نحوها ويتفاعلون معها.
وأضافت ياغي: إن الفريق أجرى بعد ذلك مقابلات مع الاختصاصيين وأهالي أطفال ذوي التوحد للحديث أكثر عن المشكلات التي يعانون منها مع أبنائهم، وأبرزها صعوبة أداء مهامهم الروتينية اليومية بمفردهم، حيث يحتاجون إلى مقدم الرعاية ليكون برفقتهم.
وحسب ياغي يتألف الروبوت من هيكل خارجي مميز وملفت، وطباعة ثلاثية الأبعاد، وأرجل ذات حركة جذابة للطفل، وشاشة تظهر المشاعر والتفاعلات العاطفية، ومكبر صوت مسؤول عن المؤثرات الصوتية المشجعة للمتلقي، لافتة إلى أنه تم ربط الروبوت مع تطبيق المؤثرات مع هاتف محمول له إعدادات تتغير باستشارة ذويه والطبيب المتخصص بحالة الطفل.
وأشارت ياغي إلى إمكانية دمج الذكاء الصنعي بحيث يتعرف الروبوت على وجه صاحبه طفل التوحد، إضافة إلى وجود نظام ليتحدث مع الطفل ويتفاعل معه عبر الذكاء الصنعي، مع إمكانية تغيير مادة صنع الروبوت إلى مادة غير قابلة للكسر.
وذكرت ياغي أن الروبوت يقوم بتعليم الأطفال المفاهيم الأساسية، من خلال ربط الصورة بالصوت عن طريق المؤثرات الصوتية والبصرية التي تخلق جوا من المشاعر لديهم.
ويضم الفريق إلى جانب الطالبة إيمان كلا من الطالبتين حلا الحافي وأميرة كلش من قسمي الحواسيب والأتمتة سنة ثانية في كلية الهندسة المعلوماتية.
ويعد اضطراب طيف التوحد حالة تؤثر على نمو الدماغ، ولاسيما في مجال كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية، كما يتضمن الاضطراب أنماطاً محدودة ومتكررة من السلوك، ومجموعة كبيرة من الأعراض، ومستويات الشدة.