تماشياً مع الدينامية الوطنية والترابية المدشَّنة في الأشهر القليلة الماضية استعداداً لاستضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، بملف مشترك مع البرتغال وإسبانيا، أكدت معطيات رسمية، صادرة حديثاً عن وزارة النقل واللوجستيك، مرور المغرب إلى “السرعة القصوى” في مجال تطوير وتأهيل البنيات التحتية الجوية.
وأبرز جواب كتابي لوزير النقل واللوجيستيك عن سؤال في موضوع “تطوير المطارات” طرحه رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، أن “المكتب الوطني للمطارات سيعتمد الرقمنة الشاملة لمسار المسافر بالمحطة الجوية لمطار الرباط – سلا كتجربة نموذجية سيتم تطبيقها في مرحلة لاحقة بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء”، مفيداً أن “استكمال أشغال المحطة الجوية الجديدة لمطار الرباط- سلا يُرتقب أن يتم خلال سنة 2025”.
وبالنسبة لمطار محمد الخامس، أفادت وثيقة الجواب، التي طالعتها هسبريس، أنه “تم في مارس 2024 إطلاق دراسة لتطوير البنيات الأساسية لهذا المطار بحضور مختلف الشركاء المعنيين بهذا المشروع الكبير الذي يهدف إلى تزويد المطار ببنية تحتية عصرية وفقاً للمعايير الدولية”، مذكّرة بأن هذه الدراسة أْوكلت إلى “شركة أجنبية متخصصة في الاستشارات وتخطيط المشاريع الكبرى بعد الإعلان عن طلب عروض دولي أطلقه المكتب”.
كما أشارت إلى أن “الدراسة التي تستغرق 13 شهرا ستُفضي إلى إعداد تصميم شامل لسيناريو التطوير المختار مع مخططات وظيفية مفصّلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أحدث التكنولوجيات المعتمدة في المجال المطاري ومتطلبات التنمية المستدامة، وتحديد جدول زمني للتنفيذ مع تحديد الاستثمارات المالية اللازمة لإنجاز هذا المشروع، فضلا عن استكمال مشروع إقامة منطقة وسطى بهذا المطار عبر تشغيل منطقة المراقبة الأمنية المخصصة لرحلات العبور على مساحة 5000 متر مربع”.
كما أكد الجواب أن المكتب الوطني للمطارات “يسعى إلى تعزيز الربط الجوي الداخلي والدولي للمطارات المغربية، من خلال المجهودات المبذولة من طرف مختلف المتدخلين في القطاع السياحي لتعزيز الربط الجوي الداخلي والدولي، سواء عن طريق المشاركة في الملتقيات الدولية الخاصة بتطوير الربط الجوي للمطارات أو من خلال إعفاء النقل الجوي الداخلي من الرسوم المطارية”.
يضاف إلى ذلك، وفق ما عدّدته الوزارة الوصية، “اعتمادُ منظومة من التدابير التحفيزية إزاء شركات النقل الجوي لحَثّها على خلق خطوط جوية جديدة وتعزيز ترددات خطوطها القائمة”، مبرزة أنه “ترتب عن ذلك مؤخرا افتتاح عدة خطوط دولية لشركة طيران دولية بمطار بني ملال للربط مع مدينة ميلانو بترددين ومدينة برشلونة بثلاثة ترددات أسبوعية، كما افتُتحت عدة خطوط جوية داخلية بعدد من المطارات الوطنية”.
وأحاط وزير النقل النائب واضع السؤال بـأن “عملية تسريع وتيرة إنجاز عمليات تحديث مطارات الرباط- سلا، محمد الخامس بالدار البيضاء، تطوان والحسيمة، تتم مع مواصلة أشغال إقامة محطة جوية جديدة بمطار الرباط – سلا بإمكانها استقبال 4 ملايين مسافر في أفق سنة 2040”.
ويتضمن مشروع الأشغال، حسب المعطيات الرسمية، “إنشاء مختلف البنيات التحتية المتعلقة بالملاحة الجوية والمسالك الطرقية المؤدية للمحطة الجوية الجديدة التي سيتم تزويدها بتجهيزات مطارية حديثة تستجيب لأعلى المعايير الدولية في مجالات السلامة والأمن وجودة الخدمات”.
“رقمنة مسار المسافر وأنظمة التدبير”
ويركز “مكتب المطارات”، حسب وثيقة الجواب، على “توسيع وتسريع التحول الرقمي لقطاع النقل الجوي، محددا في البرنامج الاستراتيجي للمكتب المسمّى “إقلاع 2025″، ضمن محاوره الاستراتيجية، رقمنة مسار المسافر وأنظمة التدبير”.
ويتمحور هذا التوجه حول “مسار المسافر وتدبير العمليات المطارية وآليات التنسيق بين مختلف المتدخلين، وكذا عصرنة مناهج وآليات التدبير بالمؤسسة”.
وفي هذا الإطار “رَصد المكتب اعتمادات مالية هامة لورش الرقمنة من خلال توظيف عدد من الكفاءات التقنية لتدبير وحدة الخدمات الرقمية “Digital Factory” ، التي ستشرف على تنزيل مختلف المشاريع المسطرة لتكريس التحول الرقمي للمؤسسة في مختلف أنشطتها، سواء تعلق الأمر بتحسين وتبسيط تجربة السفر أو تعزيز تبادل المعطيات والتنسيق مع مختلف الشركاء المطاريين، كما تهم هذه المشاريع أيضا أنشطة مختلف الوحدات الإدارية للمكتب، بما يعزز حكامة ونجاعة أداء المؤسسة”، حسب المصدر نفسه.
ولفتت الوثيقة إلى “توسيع اعتماد “الأبواب الذكية Egate “بمطاريْ الدار البيضاء محمد الخامس ومراكش المنارة لتمكين المسافرين الذين قاموا بتسجيل أمتعتهم من الولوج إلى منطقة الإركاب عن طريق المسح الضوئي لبطاقة التسجيل، فضلا عن اختيار المكتب لمشروع بناء محطة جوية جديدة بمطار الرباط- سلا كتجربة نموذجية لتنزيل منظومة رقمنة مسار المسافر في أفق تعميمها على باقي المطارات الرئيسية للمملكة”.
تحسينات في مطاريْ مراكش وأكادير
على سبيل “التذكير”، أوردت الوثيقة أنه “يجري حاليا العمل على استكمال إنجاز عدد من التحسينات “Quick Wins” بمطاريْ مراكش وأكادير، بعد استكمال هذه التدابير بمطار طنجة الذي تم رفع طاقته الاستيعابية من 1,5 إلى 2,3 مليون مسافر. وتتمثل هذه التحسينات في تعزيز الطاقة الاستيعابية لهذه المنشآت وتحسين سلاسة معالجة تدفقات المسافرين وجودة الخدمات المقدمة إليهم”.
وقد “أوشكت هذه المشاريع بمطاري مراكش وأكادير على الانتهاء، بحيث ستمكن عملية التهيئة من مواكبة نمو حركة النقل الجوي بالمطارات على المدى القريب، إلى حين إطلاق مشاريع جديدة للتوسعة في إطار استعدادات احتضان كأس العالم 2030″، وفق المصدر الرسمي.