قال مؤسس مركز علوم الحلال في جامعة شولالونغكورن، البروفيسور ويناي داهلان، إن هناك شراكة تجمع مركز علوم الحلال بجامعة شولالونغكورن مع عدة دول، من بينها مملكة البحرين.
وأكد أن هناك مذكرة تفاهم بين المركز وجامعة البحرين لتطوير التكنولوجيا والمعرفة في مجال مختبرات الأغذية الحلال، وذلك عبر إرسال باحثين وخبراء بحرينيين للتدريب في تايلند.
وأوضح أن الهدف من هذا التدريب هو تمكين المتخصصين البحرينيين من إنشاء مراكز مشابهة لمركز علوم الحلال في البحرين، مما سيسهم في تعزيز معايير الأطعمة الحلال في المنطقة.
وفي إطار مشاركته في فعالية خلال زيارة الوفد التايلندي إلى البحرين، تحدث البروفيسور ويناي داهلان، بإسهاب حول النمو المتسارع للاقتصاد الحلال العالمي.
وأوضح أن الاقتصاد الحلال العالمي يتجاوز حجمه 1.5 تريليون دولار أميركي، وهو ليس مقتصرًا فقط على المسلمين بل يشهد اهتمامًا واسعًا من قبل غير المسلمين، الذين أصبحوا يستخدمون المنتجات الحلال لأسباب تتعلق بالجودة والمعايير الصحية.
وأكد د. داهلان أن التمويل الإسلامي يلعب دورًا محوريًّا في الاقتصاد الحلال، حيث يمثل نحو 60 % من حجم هذا الاقتصاد، موضحًا أن التمويل الإسلامي، بما يشمله من منتجات مثل الصكوك والتمويلات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، يسهم بشكل كبير في دعم الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالحلال، وذلك بفضل اهتمام العديد من الدول والمؤسسات المالية بتبني هذه المنتجات وتعزيزها في الأسواق.
وتحدث د. داهلان عن أهمية العلوم والتكنولوجيا في تطوير وتدقيق المنتجات الحلال، مشيرًا إلى أن المركز الذي أسّسه يركز على الابتكار في مجالات تحليل المكونات الغذائية واستخدام تقنيات حديثة مثل تحليل الحمض النووي (DNA) لتحديد مصادر المكونات والتأكد من خلو المنتجات من أي مواد حرام. كما يستخدم المركز تقنيات لقياس نسب الكحول في المنتجات وتحديد الملوثات الأخرى.
وأشار مؤسس مركز علوم الحلال في جامعة شولالونغكورن إلى أن هذه التقنيات أصبحت جزءًا أساسيًّا من عمليات ضمان الجودة في منتجات الحلال، وأن مركز علوم الحلال في جامعة شولالونغكورن يعتبر رائدًا في هذا المجال.
وذكر أن المركز حصل على جوائز دولية تقديرًا لدوره الريادي في تطوير معايير الحلال وتطبيقها على المستوى العالمي.
ولفت مؤسس مركز علوم الحلال في جامعة شولالونغكورن إلى أن المركز يعمل أيضًا على تطوير تقنيات يمكن استخدامها من قبل الدول والمؤسسات دون الحاجة إلى إنشاء مختبرات معقدة، مثل تقنيات تحليل الحمض النووي وقياس نسب الملوثات. وتعتبر هذه الأدوات جزءًا من الجهود المبذولة لتوحيد المعايير العالمية للحلال، وتسهيل تطبيق هذه المعايير في الدول التي تهتم بتعزيز اقتصاد الحلال.
في ختام تصريحه، ذكر د. داهلان أن المركز قد حصل على جوائز دولية، أبرزها جائزة من رئيس وزراء ماليزيا تقديرًا لدوره في تطوير المعايير والعلوم المرتبطة بالحلال، مؤكدًا أن المركز يواصل جهوده لتوسيع نطاق تعاونه مع مختلف الدول والمؤسسات الأكاديمية والحكومية، مما يعزّز من مكانة الاقتصاد الحلال ويشجّع على تبني المعايير العلمية في هذا المجال.
وتشكّل هذه الجهود جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز الاقتصاد الحلال وجعله أكثر استدامة، ليس فقط للمسلمين ولكن أيضًا للمستهلكين غير المسلمين الذين يرون في المنتجات الحلال خيارًا صحيًّا وآمنًا.