رأت وزارة التربية والتعليم أن إنشاء مدرسة شاملة مستقلة للطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحّد يتعارض مع سياستها القائمة على أساس دمج الطلبة من مختلف فئات ذوي الهمم القابلين للتعلم مع أقرانهم من الطلبة في مدارسها الحكومية.
وأكدت أنها لم تدخر جهداً في توفير الرعاية والخدمات التعليمية ووضع الخطط والبرامج الملائمة لذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، ومنهم فئة ذوي اضطراب طيف التوحد؛ وذلك استناداً إلى اختصاصها الوارد في المادة الخامسة من قانون التعليم رقم (27) لسنة 2005، إذ تدمج الوزارة القابلين للتعلم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية، وتكفل توفير كافة التسهيلات والأجهزة المُعينة لمساعدتهم في تلقي العلوم والمعارف مع بقية الطلبة.
وأوضحت في مرئياتها بخصوص الاقتراح برغبة بشأن إنشاء مدرسة شاملة لمرضى التوحد في المحافظة الجنوبية أنها قد عملت على فتح فصول دراسية في المرحلة الابتدائية لدمج الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحّد في مدارسها الحكومية؛ وذلك بهدف توفير بيئة قائمة على التفاعل الاجتماعي بين الطلبة من هذه الفئة وأقرانهم، وتتخذ الوزارة التدابير المناسبة لتحقيق الدمج وتوفير البيئة التعليمية الملائمة، سواء من خلال توفير العناصر الإدارية والتعليمية المؤهّلة للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة، أو من خلال تهيئة الصفوف وتطوير المناهج والبرامج والوسائل اللازمة، ويستهدف هذا البرنامج دمج الطلبة من اضطراب التوحد البسيط أو متلازمة أسبرجر (أحد اضطرابات طيف التوحد) ممن تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة، والذين لا يعانون من أيّ اضطرابات انفعالية أو سلوكية أو جسدية حادّة تمنعهم من التكيّف النفسي والتوافق الاجتماعي مع البيئة المدرسية في المدارس الحكومية، وقد بلغ عدد المدارس الحاضنة لهذه الفئة من الطلبة حتى العام الدراسي الماضي (2022 / 2023)، 23 مدرسة، وسيتم التوسّع في المدارس الحاضنة لهذه الفئة من الطلبة خلال العام الدراسي القادم (2023 / 2024) بـ 13 مدرسة حكومية إضافية.
وأكدت الوزارة أنها مستمرة في تطوير البيئة المدرسية وتهيئتها وتزويدها بالمرافق والأدوات الخاصة، سواءٌ على الصعيد البشري أو المادي، آخذةً في عين الاعتبار ما تواجهه هذه الفئة من صعوبات للحصول على حقها في التعليم خلال عملية التقييم والامتحانات، حيث توجّه الوزارة المدارس إلى مراعاة هذه الحالات الخاصة بمدّ وقت الامتحان المخصّص لها، واتخاذ بعض الإجراءات المساعدة الأخرى، وذلك في إطار سعيها الدؤوب إلى تذليل الصعوبات والعقبات التي قد تعتري الطلبة من كافة فئات ذوي الإعاقة.