وجه القيادي في حركة “حماس” خليل الحية رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أنه لا يوجد تبادل للأسرى من دون وقف الحرب.
وقال خليل الحية، يوم الأربعاء، إن “الحركة تتابع من كثب تفاصيل العدوان الصهيوني المتواصل لأكثر من 410 أيام، حيث تجاوز العدوان كل الخطوط الحمراء وكل ما هو متوقع من همجية القرن الحديث”.
وأضاف الحية أن “العدوان الصهيوني اليوم يحرص على قتل الحياة في الشعب الفلسطيني، فهو يقتل الحجر والشجر والبشر، ويكشف عن وجهه الحقيقي القبيح الذي أخفاه على مدار أكثر من 75 عاما، محاولا تجميله تحت دعاوى مختلفة، سوقها عبر عشرات السنين وصدقها العالم، للأسف، سواء القريب أو البعيد”.
وأشار إلى أن “العدوان الصهيوني يكشف حقيقته بوضوح، حيث يتحدث عن عدم اعترافه بوجود الشعب الفلسطيني، ويدعو علنا إلى تهجيره، العدو يرى أنه لا يريد أن يبقى أحد في غزة، ويحاول تشخيص القضية في حركة المقاومة وحركة حماس ليجعل العالم يظن أن المشكلة محصورة فيهما فقط”.
وأكد أن “العدو يسعى لتوسيع طموحاته إلى خارج فلسطين، وهو أمر مستحيل، ولن يحدث، كما أنه يكشف اليوم عن نواياه الحقيقية في محاولة الإبادة والتهجير، ولكنه لن يفلح، وسيظل الشعب الفلسطيني صامدا في وجه هذا العدوان الظالم”.
وشدد على أن “الاحتلال فصل شمال القطاع عن مدينة غزة، في خطة خبيثة تهدف إلى تهجير السكان وتجويعهم ليجبروا على الاستسلام، هذه خطة الجنرالات، واليوم يمعنون في تنفيذها، بينما يظهر نتنياهو ومجموعته الاستعراضية لتقييم ما دمروه في الشمال، استعدادا لوضع خطط مستقبلية تناقض كل القيم الإنسانية والأخلاقية”.
وأوضح الحية: “جنوب القطاع ليس أفضل حالا، رفح الآن بلا سكان تقريبا، حيث يسيطر الاحتلال عليها بالكامل، وأي فلسطيني يقترب من شمال رفح يقتل فورا، عشرات الشهداء سقطوا أمام منازلهم بسبب هذا العدوان، بينما دمرت المنطقة الحدودية الجنوبية بأكملها، بما في ذلك أكثر من 500 متر على الحدود المصرية بعمق رفح”.
ولفت إلى أن “الاحتلال يوسع عملياته إلى المناطق الوسطى، ففي نتساريم، دمر مناطق واسعة تصل إلى 6-7 كيلومترات، من شارع 8 حتى جنوب وادي غزة، مستهدفا النصيرات، في محاولة لتأمين قواته من ضربات المقاومة الباسلة، أما في الشرق فأنشأ ما يسميه شريطا أمنيا، دمر خلاله أكثر من كيلومتر من المساكن على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة”.
كما ذكر أن “هذه الخطط تهدف لتقليص مساحة السكان الفلسطينيين، ودفعهم إما للتهجير أو الاستسلام، وممارسة عمليات قتل ممنهجة بالتجويع، ويرفض توفير العلاج أو حتى التطعيم لأطفال شمال القطاع، شعبنا الفلسطيني يتعرض لأبشع عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي، في مشهد لم يشهد له التاريخ مثيلا”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في وقت سابق، أن قادة الأجهزة الأمنية يرون أن على إسرائيل إبداء مرونة في موقفها لإعادة الأسرى، فحماس لن تتنازل عن أي شيء أقل من إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي تحظى بدعم أمريكي مطلق، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، تزامنا مع تصاعد وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية.