مفهوم تعارّ من الليل
في قلب الليل، وبينما العالم يغرق في سكون وهدوء، يجد البعض أنفسهم مستيقظين في جنح الظلام، متعارّين من النوم دون سبب واضح، وقد يكون ذلك لصوت خارجي، أو ربما لطارئ في اليوم السابق، أو حتى بلا سبب محدد. هذا اليقظة في تلك الساعة الهادئة تحمل في طياتها فرصة لذكر ودعاء يناجي فيه العبد ربه، ويطلق على هذا الدعاء “دعاء من تعارّ من الليل”.
فضل دعاء من تعارّ من الليل
دعاء “من تعارّ من الليل” له فضل عظيم خاصة في توقيته الذي يكون في جوف الليل حيث تقل الانشغالات وتصفي الأرواح، مما يتيح للمرء الفرصة للاتصال بالله تعالى بصفاء ونقاء. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذا الدعاء في الحديث الشريف حيث قال: “من تعارّ من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، أستجيب له، فإن توضأ وصلى قُبِلَتْ صلاته” (رواه البخاري).
كيفية الدعاء عند تعارّ من النوم
إذا استيقظت من الليل ولديك رغبة في التوجه بالتضرع والدعاء إلى الله، اتبع الخطوات التالية:
- اعلم بفضل هذه اللحظة: استحضر في قلبك النية للاحتساب واستغلال هذه اللحظة بالتقرب من الله تعالى.
- ابدأ بالثناء على الله: ابدأ بذكر الله بالحمد والتكبير والتهليل، فهي تمهيد لتقديم الدعاء والاستغفار.
- قدم دعاءك الخاص: بعد ذكر الله سبحانه، أسأل الله ما ترغب بتحقيقه من خير الدنيا والآخرة.
- الوضوء والصلاة: إذا كنت تستطيع، قم وتأخذ وضوءًا وصلِّ ركعتين، فإن الصلاة في هذا الوقت مستجابة وفيها قرب عظيم من الله.
نصائح لتحقيق القرب من الله في الليل
ختامًا، لتكن هذه اللحظات بمثابة بداية لتجديد الروح والإيمان، وتحقيق القرب من الله والدعاء بما فيه صلاح الدنيا والآخرة. فاستمتع بصحبة الله في سكون الليل، حيث الأبواب مفتوحة والأستجابة قريبة.