يعاني النازحون في مخيم زمزم شمال دارفور غربي السودان من أوضاع إنسانية معقدة نتيجة للهجمات شبه اليومية وعمليات القصف المدفعي المكثف التي تشنها قوات الدعم السريع عليهم منذ ديسمبر/كانون الثاني 2024 عقب حصار دام أكثر من ثلاثة أشهر، كما شنت تلك القوات في التاسع من فبراير/شباط الجاري هجومًا بريا أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأفراد.
وتتسبب هذه الهجمات في مفاقمة معاناة سكان المخيم البالغ عددهم أكثر من نصف مليون نازح، معظمهم فروا من مناطقهم الأصلية عند اندلاع الصراع المسلح في دارفور عام 2003، ويعيش هؤلاء النازحون ظروفا قاسية ويواجهون تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء والمياه والدواء، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
وتتزايد مشاعر الخوف والقلق لدى سكان المخيم، حيث يعبّر النازحون عن استيائهم من تجاهل المجتمع الدولي لمأساتهم، وفقد الكثير منهم الأمل في تحسين أوضاعهم، في ظل تسبب الهجمات المتكررة في نزوح مزيد من الناس إلى المخيم، مما زاد من الضغط على الموارد المحدودة أصلا.
وعلى الرغم من المناشدات الدولية المتكررة لوقف هذه الهجمات، فإن قوات الدعم السريع تواصل هجماتها على المخيم المكتظ بالنازحين دون أي اعتبار لتلك المناشدات، حيث يتطلع النازحون إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
تدعي قوات الدعم السريع أنها لا تستهدف المدنيين، وأن نيرانها موجهة نحو قواعد عسكرية تابعة لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي ووزير المالية الحالي جبريل إبراهيم، وتتناقض هذه الادعاءات مع الأحوال اليومية للنازحين الذين يعيشون تحت وطأة القصف المستمر.
وعرضت قوات الدعم السريع قبل أيام مقاطع فيديو من داخل المخيم، تظهر جنودها وهم ينزلون علم حركة مناوي من على إحدى القواعد.
وفي هذا السياق، نفى المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين مصطفى الاتهامات الموجهة من قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الحركات المسلحة لا تملك أي منصات عسكرية داخل المخيم، وأشار إلى أن الدعم السريع يستهدف المدنيين العزل، مما يستدعي تحركًا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات.