في حدثٍ هو الأول من نوعه منذ تأسيسها عام ١٩٤٤، زارت بعثة منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) العاصمة السورية دمشق، حيث عُقد مؤتمر صحفي مشترك اليوم بين رئيس هيئة الطيران المدني السوري المهندس أشهد الصليبي، والمدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط محمد أبو بكر فارع، تم خلاله الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الفني واللوجستي في قطاع النقل الجوي.
وأكد فارع في تصريحه أن المذكرة تُرسي إطارًا استراتيجيًا لدعم البنية التحتية للطيران السوري، ورفع مستوى التوافق مع المعايير العالمية للأمان والكفاءة، قائلًا: “هذه الخطوة تعكس التزامنا بدعم سوريا في إعادة إعمار قطاعها الجوي، وتمهيد الطريق لاستعادة دورها في شبكة الطيران الإقليمية”.
من جانبه، وصف الصليبي اللقاءات بـ”الطموحة والمثمرة”، مشيرًا إلى الاتفاق على خطوات عملية لتحسين التشغيل وتأهيل الكوادر، مع التأكيد على التزام سوريا بالمعايير الدولية. وكشف عن إطلاق مفاجئ: “سنفتتح مطار حلب الدولي خلال الأسبوع المقبل بعد إعادة تأهيله بالكامل، كما نعمل على تشغيل مطار اللاذقية الدولي في مراحل لاحقة”، مُعَـلِّقًا: “هذه خطوات جوهرية لتعزيز التنمية الاقتصادية وتسهيل حركة المساعدات الإنسانية”.
ويأتي افتتاح مطار حلب، الذي تعرض لتدمير كبير خلال السنوات الماضية، كإشارة على بدء مرحلة التعافي في المناطق الشمالية، بينما يُتوقع أن يسهم تشغيل مطار اللاذقية في دعم الحركة السياحية والتجارية على الساحل السوري.
الزيارة التاريخية تُعد تحولًا في تعامل المنظمة الدولية مع الملف السوري، وسط توقعات بدعم تقني أكبر لمواءمة المطارات السورية مع متطلبات السلامة العالمية، ما قد يُعيد دمشق تدريجيًا إلى خريطة الملاحة الجوية الدولية بعد سنوات من العزلة.
