أكد عدد من الأطباء والمختصين أن إطلاق المنصة الإلكترونية (ومن أحياها) للتبرع بالأعضاء، تمثل خطوة نوعية في تعزيز منظومة الرعاية الصحية في مملكة البحرين، وتعكس رؤية المملكة في تطوير الخدمات الطبية المستدامة، وفق توجيهات ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبمتابعة حثيثة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وأوضحوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) أن المنصة التي دشنتها وزارة الصحة بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، ستوفر فرصا أكبر لإنقاذ حياة المرضى، عبر تسهيل تسجيل الراغبين في التبرع، وتنظيم الإجراءات بشكل أكثر كفاءة، مما يعزز روح العطاء والتكافل الاجتماعي التي يتميز بها المجتمع البحريني، ويسهم في تحقيق رؤية المملكة في توفير رعاية صحية متكاملة ومستدامة.
وفي هذا السياق، أكد هاشم القاروني، رئيس قسم إعادة هندسة العمليات في وزارة الصحة، مدير مشروع نقل وزراعة الأعضاء “ومن أحياها”، أن تدشين المنصة للتبرع بالأعضاء يعد خطوة رائدة نحو تعزيز مفهوم العطاء المجتمعي، وتوفير خدمات نوعية تدعم القطاع الصحي في مملكة البحرين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة الوطنية التي تم تطويرها بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية والخدمات الطبية الملكية، تساهم في تسهيل عملية التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياة المرضى الذين هم في أمسّ الحاجة لعمليات زراعة الأعضاء.
وأوضح أن هذه المنصة تعكس التزام المملكة بتحقيق رؤية طموحة في تحسين الرعاية الصحية وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالتبرع والزراعة، مبينًا أن المنصة توفر حلولًا تقنية حديثة تسهم في تسريع إجراءات التبرع، وتمكين المستفيدين من الوصول إليها بسهولة وأمان، مما يجعلها أداة فاعلة لتعزيز قيم العطاء والتكافل في المجتمع.
بدوره، أكد الدكتور أيمن رئيس، رئيس الأطباء في الخدمات الطبية الملكية – المستشفى العسكري، أن إطلاق المنصة الإلكترونية “ومن أحياها” للتبرع بالأعضاء يمثل خطوة نوعية في تعزيز منظومة الرعاية الصحية في مملكة البحرين، ويعكس رؤية المملكة في تطوير الخدمات الطبية المستدامة.
وأوضح أن هذه المبادرة ستسهم في تنظيم عملية التبرع بالأعضاء وتوسيع نطاقها، وهو ما يجعل هذه المنصة خطوة ضرورية لتشجيع التبرع سواء خلال الحياة أو بعد الوفاة، مؤكدا أن مملكة البحرين تسير بخطى ثابتة نحو تطوير التشريعات والأنظمة الصحية لمواكبة أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية في هذا المجال، أسوة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور عمر شريف، استشاري أمراض الجهاز الهضمي و الكبد رئيس الأطباء في الخدمات الطبية الملكية – مستشفى الملك حمد الجامعي، أن تدشين برنامج زراعة الأعضاء في مستشفى الملك حمد الجامعي، بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية بقيادة العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة قائد الخدمات الطبية الملكية رئيس اللجنة المركزية لإدارة وتنظيم عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية، أثمر عن إجراء (11) عملية زراعة كبد و(29) عملية زراعة كلية منذ نوفمبر 2023، مشيرا إلى أن هناك حالات تبرع تمت من متبرعين خارج نطاق الأقارب، وهو ما يعكس أهمية توافر منظومة متكاملة لتنظيم عمليات التبرع بالأعضاء. وأوضح أن إطلاق منصة “ومن أحياها” من شأنه أن يسهم في توسيع دائرة التبرع، سواء خلال حياة المتبرع أو بعد وفاته، مما سيعزز فرص إجراء عمليات زراعة الكبد والكلية، ويفتح المجال مستقبلا لزراعة أعضاء أخرى.
