رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

“تحت الأرض”.. ملحمة درامية تطيح بالمنافسين وتفرض نفسها على عرش رمضان

شارك

لندن – أحمد غنام

منذ اللحظات الأولى لعرضه، فرض “تحت الأرض” نفسه كواحد من أقوى الإنتاجات الدرامية لهذا العام، ليؤكد أنه ليس مجرد مسلسل عابر في السباق الرمضاني، بل عمل ضخم بحجم السينما، قادر على تغيير معادلات الدراما العربية. هذه التحفة الفنية التي أنتجتها كلاكيت للإنتاج الفني بقيادة المنتج إياد نجار، جاءت بتوقيع المؤلفين شادي دويغر وسلطان العودة، وبإخراج متقن من مضر إبراهيم، لتعيد للدراما السورية ألقها وتضعها في الصدارة عربيًا وعالميًا.

إنتاج يليق بمستوى العالمية

ما يقدّمه “تحت الأرض” ليس جديدًا على كلاكيت، التي اعتادت على رفع سقف التحدي بأعمال ضخمة مثل “الولادة من الخاصرة” و”كسر عظم”، والتي لا تزال محفورة في ذاكرة المشاهد العربي. هذه المرة، استطاع إياد نجار أن يثبت مجددًا ذكاءه كمنتج محترف، يعرف تمامًا كيف تُصنع الدراما الحقيقية، ويقدّم عملًا متكاملًا يتجاوز التوقعات، سواء على مستوى النص، أو الإخراج، أو الأداء التمثيلي المبهر.

إبهار بصري بمقاييس السينما

منذ المشهد الأول، يدرك المشاهد أنه أمام إنتاج استثنائي. التصوير المتقن، الإضاءة المدروسة، الديكورات التي تعكس أجواء دمشق في عام 1900، كلها تفاصيل جعلت العمل تجربة بصرية تخطف الأنفاس. المشاهد مصممة بعناية فائقة لدرجة تشعرك وكأنك تعيش الأحداث، وليس مجرد مشاهد لها.

سيناريو معقد يشعل الصراع

بعيدًا عن النمطية والتكرار، جاء سيناريو “تحت الأرض” محكم البناء، مشبعًا بالصراعات النفسية والاجتماعية، حيث الحبكة ليست مجرد قصة كلاسيكية عن صراع التجار، بل شبكة متداخلة من المكائد، الخيانات، والتحالفات التي تتبدل مع كل حلقة، لتجعل المشاهد مشدودًا حتى اللحظة الأخيرة.

أداء تمثيلي يرسم الأسطورة

حين يلتقي عمالقة مثل مكسيم خليل، سامر المصري، فايز قزق، روزينا لاذقاني، أحمد الأحمد، لجين إسماعيل، كارمن لبس، وكرم الشعراني، فلا بد أن يكون الأداء بمستوى التوقعات، بل وأعلى منها. المفاجأة كانت أن كل نجم هنا لم يقدّم مجرد دور، بل صنع شخصية مستقلة تعيش في ذاكرة المشاهد.

مكسيم خليل يقدّم أداءً ساحرًا يخطف الأنظار.

سامر المصري يبرع في تجسيد شخصية معقدة مليئة بالتناقضات.

فايز قزق يبدع بأداء مهيب يجعل كل مشهد له أشبه بلوحة مسرحية متقنة.

روزينا لاذقاني تثبت نضجها الفني، وأحمد الأحمد يؤكد مجددًا أنه أحد أعمدة التمثيل العربي.

العمل الذي تربّع على عرش الدراما العربية

لم يكن مفاجئًا أن يعتلي “تحت الأرض” قمة السباق الرمضاني ويتصدّر المشهد كواحد من أقوى الإنتاجات العربية لهذا العام. العمل حجز مكانه في القمة منذ لحظاته الأولى، متفوّقًا على إنتاجات ضخمة، ومتصدّرًا منصات التواصل الاجتماعي بأصداء جماهيرية غير مسبوقة.

دراما لا تُشاهد.. بل تُعاش

“تحت الأرض” ليس مجرد مسلسل، بل تجربة درامية متكاملة تضع الدراما العربية في موقع المنافسة مع أضخم الإنتاجات العالمية. هو عمل يُشاهد مرة، ثم يُعاد مشاهدته، ثم يظل في الذاكرة كواحد من أهم الإنتاجات السورية والعربية في السنوات الأخيرة.

إذا كنت تبحث عن دراما عادية، فهذا العمل ليس لك. أما إذا كنت مستعدًا لخوض تجربة تأسر حواسك وتأخذك في رحلة مشحونة بالإثارة والتشويق، فإن “تحت الأرض” هو المسلسل الذي سيظل حديث الجمهور لسنوات طويلة، وربما يكون نقطة تحول في تاريخ الدراما العربية الحديثة.

مقالات ذات صلة