أعلن وزير النفط والثروة المعدنية السوري غياث دياب، ترحيب سوريا بـ”المبادرة الإنسانية” التي أطلقتها دولة قطر بتوجيهات من أميرها، والتي تهدف إلى دعم قطاع الطاقة السوري المنهك عبر توفير إمدادات من الغاز الطبيعي عبر الأراضي الأردنية. وأكد دياب أن هذه الخطوة ستسهم في توليد طاقة كهربائية أولية تصل إلى 400 ميغاواط، مع إمكانية زيادتها تدريجياً لتأمين ساعتين إلى أربع ساعات إضافية من التشغيل اليومي.
جاءت المبادرة، التي يُنفذها صندوق قطر للتنمية، في وقتٍ يعاني فيه القطاع الكهربائي السوري من أزمة حادة بسبب شحّ الوقود والغاز، ما أدى إلى انقطاع التيار لساعات طويلة يومياً، وعرقل جهود إعادة إعمار البنى التحتية. وأوضح دياب أن “الدعم القطري سيعزز استقرار الشبكة الكهربائية، ويُسهل تحسين البيئة الاستثمارية”، معتبراً أن المبادرة “تعكس التزام قطر الراسخ بمساعدة الشعب السوري في مرحلة التعافي”.
من المقرر أن تصل أولى شحنات الغاز عبر الأردن خلال الأسابيع المقبلة، وفقاً لتصريحات الوزير، الذي أشاد بـ”العلاقات الأخوية مع قطر”، معرباً عن أمله في “تعميق التعاون الثنائي في مجالات أخرى”. وتُعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ سنوات في دعم مباشر لقطاع الطاقة السوري من دولة خليجية، وسط تحفظات دولية على التعامل مع دمشق.
يأتي الدعم القطري في سياق تصاعد الأزمات المعيشية في سوريا، حيث يعتمد معظم السكان على مولدات خاصة مكلفة بسبب انهيار قطاع الكهرباء الرسمي. كما تُعاني المحطات الكهربائية من تلف بنسبة تتجاوز 60% وفق تقديرات أممية، بسبب الحرب والعقوبات.
من جهة أخرى، لفت مراقبون إلى أن المبادرة قد تُشكل جسراً لتعزيز الحوار الخليجي-السوري، خاصة مع تحركات بعض الدول لاستئناف العلاقات مع دمشق. لكن التحدي الأكبر يبقى في ضمان استمرارية الإمدادات، وتجنب تعقيدات نقل الغاز عبر دول ثالثة مثل الأردن، التي تربطها بدمشق علاقات متوترة أمنياً.
مبادرة قطرية،دعم الطاقة في سوريا،غياث دياب،صندوق قطر للتنمية،أزمة الكهرباء،







