في مساء ثقافي وإبداعي، احتضنت مدينة الشارقة للإعلام “شمس” فعالية نوعية حملت عنوان “كلاكيت”، تحت شعار “من السينما الحمراء إلى المنصة”، لتؤكد مجددًا على دور الشارقة كمحور حيوي في إعادة صياغة المشهد الدرامي العربي، من خلال دعم حقيقي للمحتوى، وربط الكتّاب بالمؤسسات الإنتاجية، وتحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.
ربط الفكرة بالمنصة: فلسفة “شمس” في تمكين المواهب
في كلمته خلال الفعالية، شدد راشد عبدالله العوبد، المدير العام لمدينة الشارقة للإعلام “شمس”، على أن دعم الصناعة يبدأ من توفير مساحة آمنة للكاتب، وينتهي بمنصات تؤمن بإنتاج الفكرة وتحويلها إلى مشروع حي. وأكد أن ما يحدث اليوم في “كلاكيت” هو نتيجة رؤية تراكمية أثمرت من خلال مبادرات مثل “حكاية”، قائلاً إن إقبال المواهب على هذه الفعالية يعكس الثقة المتزايدة في منظومة “شمس” كحاضنة شاملة للإبداع العربي.

استوديوهات شمس… وجهة الإنتاج الجديدة في الخليج
عرض مرئي تفاعلي قدّم تفاصيل مشروع “استوديوهات شمس”، الذي يُعد أحد أبرز المشاريع المرتقبة في البنية التحتية للإنتاج بالمنطقة. المشروع يضم 6 استوديوهات متطورة تمتد على مساحة 10,200 متر مربع، مجهّزة بتقنيات تصوير وإضاءة ومونتاج تضاهي المعايير العالمية، وتوفّر بيئة مغلقة متكاملة لتصوير الأعمال الدرامية، مما يختصر الزمن ويخفض الكلفة ويضمن جودة الإنتاج.
من النص إلى الشاشة… حوار بين المبدعين وصنّاع القرار
جلسة رئيسية بعنوان “من النص إلى الشاشة” شكّلت جوهر الفعالية، حيث أدارها الإعلامي أسامة ألفا، الذي طرح أسئلة جريئة طالت قلب أزمة الدراما العربية: أين يبدأ الخلل؟ هل من النص؟ أم من غياب الرؤية الإنتاجية؟ أم من هشاشة العلاقة بين الكاتب والمنتج؟
أحمد الجسمي أشار إلى أن النص هو البداية، لكنه لا يكفي دون من يتبناه إنتاجيًا، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تخلق بيئة تشاركية حقيقية. فيما اعتبرت منى الظاهري أن مشروع “حكاية” ليس مجرد ورشة، بل منصة تغيّر قواعد اللعبة من خلال تمكين الكاتب وتقديمه كشريك في صناعة القرار. أما إياد النجار فشدّد على أن النص هو الاستثمار الأكثر قيمة، والمنتج الذكي هو من يراهن على النص قبل أن يتحوّل إلى مشاهد مصورة.
منطقة التفاعل: حيث يتحوّل الورق إلى فرص
في مساحة مخصّصة للتواصل المباشر، عرض كتّاب “حكاية” نصوصهم ومشاريعهم أمام منتجين وممثلين عن منصات ومنظمات إعلامية، ضمن بيئة تحاورية مهنية، هدفت إلى ربط الإبداع بالتمويل، وتحويل النصوص من أفكار إلى ملفات إنتاج قابلة للتنفيذ، وهو ما اعتبره الحضور الخطوة الأهم في ردم الفجوة بين الكتابة والتنفيذ.
نحو منظومة إنتاج عربية مستدامة
“كلاكيت” لم تكن مجرد فعالية فنية، بل محطة استراتيجية ضمن سلسلة تحرّكات تقودها “شمس” لترسيخ بيئة إنتاجية متكاملة، تقوم على ثلاثية التدريب – التمكين – الترويج. ما يميز هذا الحراك أنه يعيد الاعتبار للكاتب، ويوسّع أفق المنتج، ويضع الشارقة في قلب الخريطة الدرامية العربية بصفتها منصة تجمع بين الموهبة، والفكرة، والتنفيذ.













