أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم قرارًا بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الدروز في منطقة السويداء بسوريا، تلبيةً للاعتداءات الأخيرة التي تعرضوا لها والوضع الإنساني الصعب في المنطقة.
وأوضح ساعر أن حزمة المساعدات التي تصل قيمتها إلى مليوني شيكل تتضمن طرودًا غذائية، معدات طبية، معدات للإسعافات الأولية، وأدوية، وتُخصص للمناطق التي تضررت بشكل مباشر من الاعتداءات. وأشار إلى أن هذه تعتبر المساعدة الثانية التي ترسلها وزارة الخارجية للدروز في سوريا، بعد أن أرسلت مساعدات في مارس الماضي.
تطورات الوضع في السويداء
انتهت المواجهات في السويداء من دون وجود طرف فائز بشكل واضح، لكنها بدأت تضع ملامح خريطة جديدة لقوى المنطقة. سيطر التوتر على المدينة بعد حظر دمشق دخول القوات النظامية بشكل مباشر، في ظل تماسك موقف درزي قوي بقيادة الشيخ حكمت الهجري، ما عزز استقلالية الطائفة كقوة محلية حرة في القرار.
هذا التموضع الجديد لم يدفع نحو انفصال، لكنه أبرز أن أمن السويداء مرتبط أكثر بأطراف خارج السيطرة المركزية، وتم تدعيم هذا الاتجاه بدعم شعبي متزايد من قبل الطائفة الدرزية، مع ظهور أصوات تطالب بالدعم الإسرائيلي والدولي لحماية المجتمع الدرزي من محاولات دمشق لفرض سيطرتها بالكامل.
الموقف الإسرائيلي والإجراءات المتخذة
وضعت إسرائيل قواعدها الأمنية بوضوح، ومنعت عودة السلاح الثقيل إلى منطقة الجنوب، مع عدم السماح بوجود قوات غير مرغوب فيها على حدود الجولان. وأكدت على أن أي محاولة لاختراق هذا التفاهم غير المعلن ستواجه برد مباشر أو غير مباشر من قبلها.
ونتيجة لذلك، فرضت إسرائيل قواعد اشتباك جديدة، تضمن تعزيز وجودها ونفوذها في الجنوب السوري، مع ترسيخ حالة من التوازن الجديد على الأرض، خاصة بعد التغيرات التي شهدتها المنطقة والتي تعبّر عن تباعد مواقفها عن السيطرة المركزية في دمشق.







