تواصل فرق الإنقاذ في تشيلي البحث عن خمسة عمال محاصرين داخل أكبر منجم نحاس في العالم بعد أن تسبب زلزال في انهيار جزئي بالموقع، مما أدى إلى مقتل عامل وتوقف العمليات بشكل مؤقت. أعلن أندريس موزيك، المدير العام للمنجم «إل تينينتي» في رانكاغوا، الذي يبعد حوالي 100 كيلومتر جنوب سانتياغو، أن أكثر من مئة شخص يشاركون حالياً في عمليات البحث بعد مرور حوالي 12 ساعة على وقوع الحادث، مشيرًا إلى عدم تمكنهم حتى الآن من التواصل مع العمال المحتجزين، وأن الأنفاق مغلقة بعدما انهارت بسبب الانهيار.
وقع الانهيار بينما كان العمال يعملون على عمق يزيد عن 900 متر، وتم تحديد موقعهم بدقة باستخدام معدات متخصصة. وقال مايكل ميراندا، شقيق أحد العمال المفقودين، إن عائلاتهم تتشوق لمعرفة أخبارهم، وأضاف أن شركة التعدين لم تقدم لهم شرحًا كافيًا عن الوضع، وأن زوجة أخيه التي كانت حاملاً لم تتواصل معها شركة التعدين بعد. كما أشار إلى غياب الدعم النفسي وعدم وجود أي تواصل رسمي يخص وضع عماله.
تداعيات الحادث وإجراءات السلامة
قررت وزيرة التعدين أورورا ويليامز تعليق الأنشطة في المنجم بشكل مؤقت، الذي بدأ العمل فيه منذ أوائل القرن العشرين ويحتوي على أكثر من 4500 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض. وكان منجم «إل تينينتي» العام الماضي أنتج أكثر من 392 ألف طن من النحاس، ما يشكل حوالي 7% من إنتاج تشيلي الكلي. قالت السلطات إن سبب الانهيار هو زلزال وقع بعد ظهر الخميس، ولم يتضح بعد إن كان تأثيره طبيعيًا أو نتيجة لعمليات الحفر.
جهود الإنقاذ والتاريخ المشرق
يمتلك فريق الإنقاذ خبرة سابقة في عمليات الإنقاذ، حيث أُنجح في إخراج 33 عاملًا محاصرين في منجم آخر في صحراء أتاكاما عام 2010، وهو حدث استقطب اهتمام وسائل الإعلام العالمية حينها. تشيلي تعتبر أكبر منتج للنحاس في العالم وتساهم بنسبة ربع الإنتاج العالمي، حيث بلغ الإنتاج في 2024 حوالي 5.8 مليون طن. على الرغم من ذلك، فإن صناعة التعدين تعتبر من أكثر القطاعات أمانًا عالميًا، حيث سجلت تشيلي معدل وفيات منخفض بلغ 0.02% خلال العام الماضي، وفقاً لهيئة الجيولوجيا والتعدين الوطنية.
