رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | رسامة يابانية تثير الجدل بعد تحقق نبؤة زلزال روسيا الكبير

شارك

تسبب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات في كامتشاتكا، الذي ضرب المحيط الهادئ الأربعاء الماضي، في إثارة المخاوف وقلق ملايين الناس في آسيا. بدأ الكثيرون في البحث عن مصطلح “نبوءة” بعد موجات التسونامي الناتجة عن الزلزال، حيث أظهرت الأرقام أن أكثر من مليون صيني قاموا بالبحث عنه. اعتبر بعض المواطنين أن الحدث تحقق وفقًا لنبوءة كانت موثقة في عمل فني ياباني صدر عام 2021، تنبأت بحدوث زلزال كبير في يوليو 2025.

الصدمة من نبوءة المانغا وتأثيرها الثقافي

تعود أصول هذه النبوءة إلى رسامة المانغا اليابانية ريو تاتسوكي، التي أصدرت عام 1999 عملاً بعنوان “المستقبل الذي رأيته”، حذرت فيه من كارثة كبرى كانت ستحدث في مارس 2011، وهو ما تحقق فعلاً مع الزلزال المدمر في منطقة توهوكو وشواطئ اليابان الشمالية. وفي عام 2021، أصدرت نسخة كاملة من العمل تضمن تنبؤًا بحدوث زلزال كبير في يوليو 2025، مما أدى إلى تحولها إلى ظاهرة ثقافية واسعة الانتشار، خاصة في آسيا، حيث يترقب الكثيرون ذلك الحدث المتوقع.

ردود الفعل والمخاوف الاقتصادية

دفعت النبوءة بعض المسافرين إلى إلغاء رحلاتهم الصيفية إلى اليابان، خوفًا من تكرار الكوارث الطبيعية. إحدى السائحات الصينيات ألغت رحلتها في أبريل، وأعربت عن قلقها بعد أن أثارت المانغا مخاوفها، وقالت إنها لن تخطط للسفر حتى نهاية العام. رغم ذلك، حذر علماء الزلازل من الاعتماد على مثل هذه التنبؤات، حتى أن تاتسوكي نفسها حذرت من التقول عليها، مؤكدة ضرورة عدم الانجراف وراء الأحلام فقط.

تاريخ اليابان مع الكوارث الطبيعية وتوقعات المستقبل

لا تزال آثار كارثة توهوكو عام 2011 ماثلة في الأذهان، حين تسبب زلزال قوي في حدوث موجات تسونامي دمرت مفاعل فوكوشيما النووي وأسفرت عن آلاف الضحايا. ونتيجة لذلك، يتلقى اليابانيون تدريبات منذ الصغر على التعامل مع الزلازل، وتصدر الحكومة تحذيرات مستمرة بخصوص احتمالية وقوع زلازل كبيرة. وتتصدر المنطقة الواقعة على حافة النار في المحيط الهادئ، خاصة خندق نانكاي، توقعات بحدوث زلازل في الثلاثين عامًا المقبلة، بعد أن شهدت المنطقة زلازل مدمرة في عامي 1944 و1946.

الاختلاف بين التوقعات والواقع الأخير

لاحظ الكثيرون أن الزلزال الأخير، رغم قوته، كان بعيدًا عن مركز التنبؤ الذي وضعته تاتسوكي، وبلغ ارتفاع أمواجه أقل من متر ونصف، في حين كانت متوقعة أن تكون أكبر بثلاثة أضعاف. ومع ذلك، فإن مخاوف السيناريوهات الكارثية لا تزال قائمة، ويتم إلغاء العديد من الرحلات والأنشطة في اليابان حفاظًا على السلامة، في ظل تحذيرات متكررة من خبراء الزلازل والمخاطر المحدقة في المنطقة.

مقالات ذات صلة