رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مفترق طرق مصيري يواجه نتنياهو تحت وطأة ضغوط الرأي العام

شارك

تتصاعد حالياً المواقف في المشهد الإسرائيلي والفلسطيني مع تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وزيادة الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية، مما يجعل الخيار أمامها بين الذهاب نحو تصعيد عسكري أو التوجه نحو إبرام صفقة تبادل أسرى.

ظهرت مؤخراً صور للأسرى الإسرائيليين تظهر حالتهم الصحية المتدهورة داخل أنفاق غزة، مع تصاعد الغضب في الشارع الإسرائيلي، خاصة بعد تداول مشاهد تؤكد وضعهم المزري. عبّر خبراء عن أن هذه الصور حركت الرأي العام بشكل غير مسبوق، وواجهت انتقادات من النخب الأكاديمية التي اعتبرت أن سلوك حماس تجاوز الحدود الإنسانية والدينية. فيما يرى آخرون أن الهدف من نشرها هو إبراز الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، حيث تتهم إسرائيل بتحمل المسؤولية عن المجاعة وقصف المناطق التي يُعتقد بوجود الأسرى فيها.

حرب الصور والتأثير السياسي

تستخدم الصور في إطار الحرب النفسية، حيث يراها بعض المحللين محاولة من حماس للضغط لتحقيق مكاسب سياسية، وهي تذكير بأن سكان غزة يُعاملون كرهائن، وأن الواقع الإنساني يزداد سوءاً مع انقطاع الأدوية والغذاء. من ناحية أخرى، تتهم إسرائيل حماس بالمماطلة من أجل مصالحها، إذ تواصل التفاوض بينما يموت السكان تحت القصف، مع العلم أن هناك نية لإطالة الحرب لتحقيق أهداف سياسية، خاصة أن بعض المسؤولين يصفون الأسرى بأنهم أسرى حرب يمكن تبادلهم بعد انتهاء العمليات العسكرية.

الخيارات المطروحة أمام إسرائيل

وفقًا للتقارير الإسرائيلية، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: تصعيد عسكري نوعي أو توغل محدود داخل غزة، أو توسيع الحرب لتشمل جبهات أخرى، أو محاولة تجديد المفاوضات عبر وسطاء مثل قطر ومصر. يرى بعض المحللين أن هناك إجماعاً لدى الإسرائيليين على ضرورة تحرير الأسرى بأي ثمن، مع القضاء على حماس في غزة، لكن ربط إتمام الصفقة بعملية إطلاق الأسرى فوراً يعتبر مشروطاً، وهو شرط يصعب تحقيقه خاصة أن الحكومة ترى في استمرارية العمليات وسيلة لضمان تنفيذ أهدافها.

يتهم بعض المحللين حكومة نتنياهو بعدم الرغبة الحقيقية في إطلاق سراح الأسرى، مؤكدين أن نهج الحكومة هو تبرير القصف واتباع استراتيجيات طويلة الأمد، سواء بإبقاء الأسرى كذريعة أو بانتظار انتهاء العمليات العسكرية، ويشيرون إلى أن هناك من يروج لفكرة أن الصفقة ممكنة، إلا أن نتنياهو يعطلها لأسباب سياسية داخلية، وهو الأمر الذي أكدته تصريحات مسؤولين سابقين في الصفقة.

تصاعد الضغوط وتأثيرها على الخيارات

مع تزايد الضغوط، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي خيارات عدة. داخلياً، توجد انقسامات بين من يطالبون باجتياح غزة بشكل شامل ومن يفضلون حلًا سياسيًا. وخارجياً، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة خاصة بناءً على طلب إسرائيل، وسط تنديدات دولية متزايدة للأوضاع الإنسانية. عسكرياً، تواجه إسرائيل صعوبة في تحقيق نصر واضح، وتراجعت نسب الدعم الدولي، الأمر الذي يزيد من تعقيد الموقف ويضغط على قادة القرار لاتخاذ خطوة محسوبة.

مقالات ذات صلة