رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل| اتساع هوة الخلاف بين دمشق و”قسد”.. توتر كبير واتهامات متبادلة

شارك

اندلعت تصعيدات جديدة في الساحة السورية بين الحكومة في دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد أن أعلنت مصادر رسمية سورية عن رفضها المشاركة في اللقاءات التي كان مرتقبًا عقدها مع قسد في باريس. يظهر هذا الرفض اتساع الهوة بين الطرفين، وسط تصاعد الاتهامات واشتداد التوترات على الأرض.

أكدت المصادر الحكومية أن دمشق لن تتفاوض مع من وصفته بمحاولات إحياء عهد النظام السابق، في إشارة إلى مؤتمر الحسكة الذي نظمته قسد بمشاركة مكونات سورية متنوعة. واعتبرت الخارجية السورية أن المؤتمر هو بمثابة أساس لطائفي وعرقي يتبنى إحياء رموز النظام القديم بشكلٍ يهدد وحدة البلاد، ويعكس رغبة في إعادة تمركز النفوذ القديم.

وفي المقابل، اتهمت قسد الفصائل المدعومة من تركيا، والمرتبطة بحكومة دمشق، بخرق وقف إطلاق النار في مناطق متعددة. وأشارت إلى تنفيذ الفصائل أكثر من 22 هجومًا في الآونة الأخيرة، مستخدمة أسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى عمليات برية ومحاولات لعبور نهر الفرات، مما أدى إلى إصابة 11 مدنيًا. وطالبت قسد بوقف هذه الخروقات والالتزام ببنود الاتفاق الموقع بين الطرفين.

تصعيد ميداني وتوترات متزامنة

لا يقتصر التصعيد على الجانب السياسي، إذ شهدت المنطقة أحداثًا ميدانية متزايدة. ففي ريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، توغلت قوات إسرائيلية واحتلت بعض القرى والبلدات، وفتشت منازل المدنيين قبل أن تتراجع، وسط توترات أوسع في المحافظة. كما شنت شخصية دينية من الطائفة الدرزية هجومًا على دمشق، متهما إياها بنقض الاتفاقات، معبرًا عن رفضه للخضوع لسياساتها رغم الحصار الذي تعانيه المحافظة.

رفض دمشق للمحادثات ومقاطعته السياسية

اعتبر الصحفي رمال العيسى أن رفض دمشق المشاركة في اللقاء المرتقب في باريس كان متوقعًا، بعد أن شهد مؤتمر الحسكة مشاركة شخصيات من مختلف المكونات السورية بما فيها الطوائف، وأكد على وحدة البلاد وسيادتها، مع تحفظات على النظام المركزي. وذكر أن مسار التفاوض تعثر عدة مرات، خاصة بسبب مطالب دمشق بدمج قسد ككيان موحد، وهو ما ترفضه الأخيرة، مشيرًا إلى أن تركيا لعبت دورًا كبيرًا في تعطيل هذه المفاوضات من خلال ضغوطها على دمشق.

وأشار إلى أن أكثر من 25 هجومًا نفذها فصائل مدعومة من تركيا على مناطق تخص قسد منذ توقيع اتفاق مارس، خاصة في منبج وحلب وغيرها، بينما نفذ عناصر من النظام هجمات أيضًا في مناطق سيطرة قسد. واستنتج أن الطرف الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق هو الحكومة السورية، التي تظل متمسكة بهيكلية حكم مركزية ورفض التنازل، في وقت تؤكد فيه قسد استعدادها لمفاوضات جدية برعاية دولية، رغم استمرار الهجمات.

مشهد متفجر وتوقعات للمستقبل

يعكس رفض دمشق للقاء باريس مقاطعة سياسية واضحة، قد تتطور إلى تصعيد ميداني أوسع، خاصة مع استمرار الاشتباكات والخروقات. ويبقى الأمل محدودًا في استئناف المباحثات، إذ تعتمد على تغير المواقف السياسية وإرادة القوى الإقليمية والدولية. مع ذلك، تتشابك الملفات الكردية والتركية والإسرائيلية، وسط استمرار التحديات الداخلية، ليبقى المشهد السوري على حال من التعقيد والتشابك، مع احتمالات تصعيد جديدة قادمة في ظل غموض مستقبل المفاوضات.

مقالات ذات صلة