رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | الأمم المتحدة: دمار الخرطوم لا مثيل له والسودان يعاني من أسوأ أزمة

شارك

تحولت العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة أشباح بعد أكثر من عامين من القتال العنيف بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في منتصف أبريل 2023. وأكدت إديم ووسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الأوضاع في الخرطوم مأسوية، إذ لم يعد بالإمكان دخول مباني الأمم المتحدة بسبب مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة، مما يعكس حجم الدمار والتحديات التي تواجه المجتمع.

أشارت المسؤولة الأممية إلى أن الصراع المستمر منذ أكثر من 27 شهرًا أدى إلى مقتل حوالي 150 ألف شخص، وتشريد 15 مليون آخرين، أي ثلث السكان تقريبًا. وأكدت أن الوضع الإنساني في السودان يواجه أزمة غير مسبوقة، تعيش فيها أكبر حالات النزوح على مستوى العالم، حيث ينقذ فقط 55 سنتًا يوميًا لمساعدة كل محتاج. وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن حوالي 30 مليون شخص من أصل 48 مليون سكان البلاد بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، في حين أن التمويل المخصص للأزمة لا يزال منخفضًا جدًا، حيث لم يتلقَ حتى الآن إلا نحو ربع المبلغ المطلوب، داعية إلى تكثيف الدعم لإنقاذ الأرواح.

تأثير الحرب على الأطفال والاحتياجات الإنسانية

تُحمَّل الحرب الأطفال تبعات مدمرة، حيث نزح الملايين مع عائلاتهم مرارًا بسبب القتال وتدهور الأوضاع الأمنية، إذ حُرم أكثر من 17 مليون طفل من الالتحاق بالمدارس. وتتحدث اليونيسف عن حاجات ماسة لأكثر من 15 مليون طفل، يعانون من سوء التغذية، بينهم 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة، يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، إضافة إلى أن أكثر من نصف الأطفال في السودان حُرموا من التطعيمات الأساسية بسبب الظروف الأمنية، مما يعرّض حياتهم للخطر نتيجة لأمراض يمكن الوقاية منها.

كشفت المنظمة عن تقلص الأنشطة الإنسانية بسبب نقص التمويل، حيث اضطرت الشركاء إلى تقليص الخدمات في ولاية الخرطوم ومناطق أخرى، مع حاجة ماسة إلى موارد إضافية لضمان وصول آمن ومستمر للمساعدات. وأكدت أن أعداد الأطفال الذين يتلقون علاج سوء التغذية الحاد تصل إلى مستويات قياسية، وخاصة في مناطق جبل أولياء وولاية الجزيرة، مما يعكس مدى الاحتياج العاجل. وشهدت مناطق عدة زيارات ميدانية، حيث لوحظ أن الأطفال يعانون من نقص المياه والغذاء والرعاية الصحية والتعليم، وطرق الحالة المعيشية غير المستقرة تزيد من معاناتهم، مع بقاء الكثيرين في مبانٍ صغيرة متضررة أو غير مكتملة البناء.

مقالات ذات صلة