رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | قمة ترامب وبوتين.. زيلينسكي وحلفاؤه يتخوفون من “أسوأ الاحتمالات”

شارك

عقدت قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، وتُعتبر هذه اللحظة من أخطر المراحل منذ بداية الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف، إذ تتحدد فيها مصير أوكرانيا وسط غياب دعوة رسمية من كييف أو زعيمها فولوديمير زيلينسكي. تعتبر هذه القمة لحظة حاسمة في التاريخ، إذ يواجه فيها الطرفان قراراً حول مستقبل الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي أثار خوف لاحتمال حدوث تقسيم جديد للبلاد، خاصة أن كل طرف يسعى لتحقيق مصلحته على حساب الآخر.

مخاوف وتوقعات من التغييرات المحتملة

ينتاب زيلينسكي وحلفاؤه في أوروبا قلق كبير من أن تؤول نتائج القمة إلى تقسيم أوكرانيا أو رضوخ لأطماع موسكو، في حين يأمل بوتين أن تضع القمة شرعية لمخططاته التوسعية، حيث يسعى إلى تثبيت السيطرة على الأراضي التي يحتلها الآن. وتُقارن الصحافة بين قمة ألاسكا ومؤتمر يالطا عام 1945، حين قسمت الحلفاء أوروبا برضى الاتحاد السوفيتي السابق، ما أدى لتغييرات جذرية في حدود الدول، خاصة التقسيم غير العادل لبولندا.

الدبلوماسية والوساطة الأوروبية

دخلت كييف وحلفاؤها الأوروبيون في مفاوضات دبلوماسية بعد أن عاد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف من موسكو، حيث أبدت روسيا استعدادها لوقف الأعمال العدائية مقابل تنازل أراضٍ في شرقي أوكرانيا، وهو عرض أبدى إعجاب إدارة البيت الأبيض. إلا أن مسؤولين أوروبيين لاحقًا كشفوا أن عرض موسكو أقل من المتوقع، وأن الروس يقترحون تسليم مناطق مثل زاباروجيا وخيرسون مقابل استلام مناطق أخرى في لوهانسك ودونيتسك، إلا أن بوتين طلب تسليم مناطق لوهانسك ودونيتسك مقابل وقف إطلاق النار وتجميد الخطوط الأمامية في مناطق أخرى، وهو أمر أثار قلق الأوروبيين الذين ضغطوا على ترامب لإعادة تقييم هذا المقترح.

تداعيات وتطورات على المسرح الدولي

بدأ ترامب في تقليل توقعاته من الاجتماع، ووصفه بــ”الجلسة الاستطلاعية”، مؤكدًا أنه سيتواصل مع زيلينسكي وأوروبا بعد انتهائه لمناقشة الصفقة، غير أن الإدارة الأميركية تفتقر لخبراء متخصصين في الشؤون الروسية نتيجة لتقليص الكوادر، حيث لم يبق فيها سفراء في موسكو أو كييف. ويلاحظ أن الأوروبيين هم من يهيؤون أرضية اللقاء بتوجيهات من دبلوماسيين غربيين، في حين أن الخيارات الأمريكية محدودة. واللافت أن بوتين يوصف بالماكر، وقد تنتهي القمة بدعم ترامب لرواية موسكو وتقسيم أوكرانيا، الأمر الذي يضع كييف أمام خيار القبول أو رفض الاتفاق، مع احتمال أن يُصنف كغير موحد أمام واشنطن، ما يعرضه لفقدان الدعم الأمريكي في حال رفضه. وفي الوقت ذاته، يأمل الأوروبيون في أن تنجح جهودهم في دفع موسكو نحو وقف إطلاق نار حقيقي عبر فرض عقوبات أو رسوم جمركية على الطاقة، لتفادي أن ينطلي على ترامب خداع بوتين ومخططاته.

مقالات ذات صلة