رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل| غضب أميركي من ترامب.. بوتين يخرج منتصرا من “قمة ألاسكا

شارك

اعتبر العديد من المراقبين والمسؤولين الأمريكيين السابقين أن انعقاد القمة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة كان خطأ فادحًا. أشار هؤلاء إلى أن بوتين خرج من القمة في ألاسكا منتصرًا، حيث حقق مكاسب كبيرة دون أن يقدم تنازلات مهمة، على الرغم من تواجده في ظروف سياسية صعبة، حيث كان مطلوبًا بتهم دولية.

ذكر تقرير أعدته صحيفة بوليتيكو أن ترامب أكد بأنه لم يعطِ أوكرانيا شيئًا، ولكن بوتين خرج من اللقاء محققًا أكبر قدر من المكاسب، إذ حصل على فرصة لعقد القمة رغم ادعاءات التهم الموجهة إليه، واستُقبل على الأراضي الأمريكية كصديق، بينما من المفترض أن يُنظر إليه على أنه زعيم دولة منبوذة بعد غزوها لحليف الغرب. وأوضح التقرير أن بوتين لم يُبدِ أي استعداد لتقديم تنازلات جوهرية، مثل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم أن ترامب خلال المؤتمر الصحفي المشترك أدلى بتصريحات قال فيها إن بوتين “سيحرص على إنقاذ آلاف الأرواح”.

الحكم على قمة ألاسكا

نقل التقرير عن شخصيات بارزة، مثل فيونا هيل، المستشارة السابقة لترامب لشؤون روسيا، ومايكل كاربنتر، المدير السابق لشؤون أوروبا في مجلس الأمن القومي خلال إدارة بايدن، أن قمة ألاسكا كانت خطأ فادحًا. وأضاف كاربنتر أن تلك القمة منحت بوتين شرعية على الساحة الدولية من خلال اللقاء المباشر مع ترامب. وقد حاول الكرملين ووسائل الإعلام الروسية تصوير اللقاء على أنه ليس مرتبطًا مباشرة بأوكرانيا، بل كان بمثابة محاولة لتحديد مستقبل النظام العالمي.

وفي نهاية القمة، أشاد بوتين خلال مؤتمر صحفي بجهود ترامب لإيجاد حل للأزمة، مع علمه أن ذلك يلقى صدى إيجابيًا على الأخير. ومع ذلك، أكد تقرير بوليتيكو أن بوتين لم يُظهر أي نية للتخلي عن هدفه الأساسي المتمثل في السيطرة على أوكرانيا، التي لا يعترف بها كدولة مستقلة، وأشار إلى أن أوكرانيا كانت دائمًا تعتبرها روسيا دولة شقيقة، في إشارة إلى ما يُعرف بـ”العالم الروسي”.

أهداف بوتين وترتيباته السياسية

بعيدًا عن التصريحات الإعلامية، كان هدف بوتين من اللقاء هو تجنب إثارة غضب ترامب وتأجيل فرض عقوبات غربية جديدة على روسيا أو حلفائها، بهدف مواصلة الحرب في أوكرانيا بشكل مستمر. واستطاع أن يحقق ذلك في قمة ألاسكا، حيث حاول أن يظهر وكأنه شريك بنّاء في جهود السلام، معبرًا عن أمله في أن لا يعرقل أحد التقدم نحو إبرام اتفاق لوقف الحرب. في الوقت نفسه، حاول الإعلام الروسي أن يصور بوتين على أنه يحدد أجندة علاقات بين موسكو وواشنطن، مع التركيز على رفض أوكرانيا التفاوض كطرف مشارك في العملية.

وفي النهاية، يؤكد المحللون أن بوتين لا يسرع في إنهاء الحرب، لأنه يخشى أن يسفر ذلك عن فقدان استقرار نظامه، إذ قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات داخلية خطيرة. لذلك، يفضل استمرارية الحرب وابقاء الاقتصاد في حالة حرب كي يحفظ سلطته ويمنع أي تهديدات داخلية وخارجية.

مقالات ذات صلة