نظم سودانيون مسيرة أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني في لندن للتعبير عن تأييدهم للحكومة التي شكلها تحالف “السودان الجديد”، المعروف بـ”تأسيس”، في السادس والعشرين من يوليو. جاء ذلك وسط جدل كبير يحيط بتشكيل الحكومة، خاصة مع وجود سلطة عسكرية أخرى في مدينة بورتسودان بشرق السودان.
رفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب المجتمع الدولي بدعم انتقال سلمي وإصلاحات ديمقراطية، بهدف مساعدات في إعادة بناء الاستقرار والحكم في البلاد. كان الاتحاد الأفريقي قد أصدر تنديده بتشكيل حكومة “تأسيس”، في حين شدد حماد غبشات، رئيس “تجمع شباب الهامش”، على أهمية الدعم الشعبي، معتبرًا أن ذلك يمثل اعترافًا حقيقيًا بالحكومة الجديدة.
تأسيس وتحالفاته السياسية
أعلن تحالف “تأسيس”، بعد حوالي عام من تشكيله من قبل قوات الدعم السريع وعدد من الأحزاب السياسية والحركات الموقعة على اتفاقية السلام في جوبا عام 2020، عن تشكيل سلطة في إقليم دارفور برئاسة محمد حمدان دقلو، مع تعيين عبد العزيز الحلو نائبًا، وتكليف محمد حسن التعايشي برئاسة الحكومة الجديدة.
السياق الداخلي والتحديات
تأتي هذه المسيرة بعد تنظيم مسيرات دعم مماثلة من قبل سكان دارفور، وسط تصاعد حدة الانقسامات داخل المجتمع السوداني، بسبب نتائج الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023. يرى مراقبون أن تدهور الأوضاع مرتبط بسياسات الحكومة الحالية في بورتسودان، والتي شملت تطبيق قانون “الوجوه الغريبة” الذي استهدف إثنيات دارفور، وحرمان الكثيرين من حقوقهم الأساسية، إضافة إلى تغييرات في العملة وإجراء الامتحانات الوطنية في مناطق الشمال والوسط والشرق.
كما أشاروا إلى هجمات القوات العسكرية في دارفور التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، واستخدام قوات الجيش أسلحة محرمة دوليًا، ما زاد من التوترات والأوضاع سوءًا. شارك في المسيرة الطيب الزين الذي أكد أن التظاهرة تمثل استمرار النضال ضد نظام الإخوان، ودعمًا لحكومة “تأسيس” التي تعبر عن آمال شعبية في إقامة دولة مدنية وديمقراطية وفدرالية وعلمانية.







