رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | قراءة في خطاب الشرع.. رسالة مزدوجة للداخل والخارج

شارك

تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع بشأن وحدة البلاد والتحديات الداخلية والإقليمية

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن تقسيم سوريا أمر غير وارد، معتبرًا أن وحدة البلاد خط أحمر لا يمكن تجاوزه. وشدد على أن محاولات بعض الأطراف، خاصة إسرائيل، لا تتعدى كونها إزعاجًا سياسيًا بلا تأثير فعلي على أرض الواقع. أوضح أن التاريخ والعوامل الاجتماعية والسياسية تثبت أن سيناريو التقسيم غير واقعي، مشيرًا إلى أن الشعب السوري يرفض الفكرة بشكل قاطع، وأن الهوية الوطنية الجامعة تعد الضمانة الأساسية لاستمرار الدولة. وتحدث عن مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية بهدف تنفيذ اتفاقات سابقة، ويتوقع أن يتم حل ملف الشمال الشرقي خلال أشهر قليلة.

الملف الديني والوحدة الوطنية

أشار الشرع إلى أهمية البعد الديني والوطني، من خلال لقائه مع البطريرك يوحنا العاشر يازجي، حيث أكد على دور الكنيسة في ترسيخ الوحدة وحماية السلم الأهلي. شدد على أن الوحدة المجتمعية ليست فقط قرارًا سياسيًا بل مشروع مجتمعي تشترك فيه كل المكونات الدينية والعرقية، الأمر الذي يعزز من حجة أن أي مشروع تقسيمي لن يحظى بحاضنة شعبية حقيقية، بل سيواجه رفضًا من قبل المجتمع.

التحليل الجغرافي والدولي لموضوع التقسيم

اعتبر محلل الشؤون السورية، علي جمالو، أن خطاب الشرع أصاب مركز الحقيقة، موضحًا أن التداخل الجغرافي والطائفي والسياسي في سوريا يمنع عمليًا وقوع تقسيم ناجح. استشهد بحالة السويداء التي يُطرح فيها أحيانًا خيار الحكم الذاتي، موضحًا أنها غير قادرة على الاستقلال الاقتصادي، وتحيط بها مهددات طبيعية وجغرافية، كما أن الأردن لا يدعم مشروع التقسيم لأسباب سكانية وسياسية. وأكد أن البيئة الإقليمية والدولية ترفض مشروع التقسيم، عدا إسرائيل التي ترى في ذلك فرصة لتحقيق مصالح توسعية ورؤى دينية.

ملف الأكراد والمفاوضات الحالية

بخصوص ملف الأكراد، أكد جمالو أن المفاوضات بين دمشق، وقوات سوريا الديمقراطية، ليست تهديدًا لوحدة البلاد، بل محاولة لإيجاد صيغة وسطية تضمن إدارة محلية واسعة مع الحفاظ على السيادة المركزية. وأوضح أن أي اتفاق لن يتجاوز حدود السيادة السورية، لافتًا إلى أن الشرع أكد أن سوريا لن تخسر أي ذرة تراب، وأن السلاح بيد الدولة فقط.

غياب الحل السياسي وشروط المستقبل

رغم نفي فكرة التقسيم، أشار جمالو إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب حل سياسي جامع وشامل، وأن الداخل السوري هو العامل الحاسمة في مستقبل البلاد، وليس رغبات القوى الخارجية. وأكد أن مؤتمر حوار وطني أو إصدار دستور جديد يمكن أن يمثلان خطوة للخروج من الأزمة، لكن الفرصة لم تُستغل بعد.

الدور الوطني للوحدة ودور الكنيسة

ردد الشرع أن الوحدة ليست مجرد قرار سياسي، بل مشروع يتشارك فيه الجميع، وخاصة المكونات الدينية والعرقية، معبرًا عن أهمية تلاحم المجتمع السوري لمواجهة محاولات التمزق. أبرز أن البطريرك يوحنا العاشر يزجي، بصفته رمزًا دينيًا، لعب دورًا مهمًا في تعزيز الوطنية، خاصة بعد الاعتداء على الكنيسة في يونيو الماضي، مؤكدًا أن وحدة سوريا ستبقى وتتصدى لمؤامرات التقسيم الخارجية والداخلية.

الموقف النهائي والرسالة الأهم

وجّه الشرع رسالة واضحة: سوريا الموحدة باقية، وأية محاولات للتقسيم، سواء من قبل جهات محلية أو خارجية، هي أوهام غير قابلة للتحقيق. وحذر من أن التحدي الأكبر هو بناء عقد اجتماعي وسياسي جديد يشارك فيه الجميع، ويعالج الأزمات الداخلية، ليكون ضمانًا لوحدة الدولة واستقرارها المستدام.

مقالات ذات صلة