أظهرت دراسة حديثة أن فيروس كوفيد-19 يسرّع عملية شيخوخة الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف على المدى الطويل. تبدأ الأوعية الدموية، التي تحمل الأكسجين إلى الأعضاء، في أن تصبح أكثر صلابة مع التقدم في العمر بشكل طبيعي. لكن الإصابة بالفيروس تؤدي إلى زيادة في تصلبها بمقدار ما يعادل خمس سنوات من العمر الطبيعي.
أجرى الباحثون من جامعة باريس سيتي دراسة شملت أكثر من 2300 شخص من 16 دولة مختلفة، وأكدت أن تأثير كوفيد-19 كان أكثر وضوحًا لدى النساء مقارنة بالرجال، حيث كانت استجابة جهاز المناعة لديهن أسرع وأكثر قوة. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا كانت شرايينهم أقل تصلبًا مقارنة بغير الملقحين، ما يشير إلى أن التطعيم يساعد في تقليل تأثيرات الشيخوخة على الأوعية الدموية.
رابط العلاقة بين شيخوخة الأوعية الدموية وأمراض الدماغ
تزيد شيخوخة الأوعية الدموية من مخاطر الإصابة بالخرف، حيث تؤدي عمليات التصلب إلى ضعف تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسبب تلفًا في الخلايا العصبية. لذلك، فإن تسريع الشيخوخة في الأوعية الدموية، نتيجة الإصابة بكوفيد-19، قد يتسبب في زيادة احتمالات تطور أمراض الدماغ على المدى الطويل.
كيفية قياس عمر الأوعية الدموية
يقيس الباحثون عمر الأوعية الدموية بواسطة جهاز يقيس سرعة انتقال موجات ضغط الدم، وكلما زادت سرعة القياس، كانت الأوعية أكثر تصلبًا وأكبر عمرًا. أُجريت القياسات على مراحل، الأولى بعد ستة أشهر من الإصابة، والثانية بعد سنة، ووجدوا أن امرأة عمرها 60 سنة، زادت شيخوخة أوعيتها بمقدار خمس سنوات بعد الإصابة.
التفسيرات واحتمالات العلاج
توضح الدراسة أن الفيروس قد يؤثر مباشرة على الخلايا في الأوعية الدموية، مما يسرع الشيخوخة. كما أشار الباحثون إلى أن استجابة الجهاز المناعي للنساء قد تكون السبب في زيادة التأثير على النساء، حيث يظهرن غالبًا استجابة مناعية أسرع وأقوى مقارنة بالرجال. يمكن معالجة هذه الحالة بتغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل تحسين النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى استخدام أدوية لضبط ضغط الدم والكولسترول للحد من تصلب الأوعية الدموية.







