رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | غزة تتأرجح بين سيناريوهين.. حرب مفتوحة أم تسوية سياسية؟

شارك

تعيش غزة في أيامها الحالية على وقع سيناريوهين متناقضين، الأول ينذر بعملية عسكرية إسرائيلية واسعة تحت اسم “عربات جدعون 2″، تستهدف احتلال المدينة، والثاني يتجه نحو مسعى تسوية سياسية يتم العمل عليه عبر وسطاء من الدول العربية والدولية. ويتداخل مع ذلك الانقسام الداخلي داخل إسرائيل، حيث تختلف الآراء بين القيادة السياسية والجهاز العسكري، وسط تحركات مصرية وأردنية مكثفة للتعامل مع التداعيات الأمنية المحتملة، مع مساع قطرية وأميركية لتهيئة حل تفاوضي يتجنب المواجهة العسكرية الشاملة.

المشهد الإسرائيلي وتباينه الداخلي

يكشف الوضع الإسرائيلي عن وجود تباين واضح في المواقف، حيث يشترط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضمانات أميركية شاملة قبل الشروع في أي صفقة مع حركة حماس، تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب بموافقة الطرفين. فيما تؤكد تقارير أن وزارة الشؤون الاستراتيجية يقودها وزير يتفاوض مع واشنطن على أساس صفقة تنهي الحرب بشكل كامل، إلا أن المؤسسة العسكرية تعارض بشكل صريح شن عملية اجتياح بري كامل للقطاع، حيث حذر رئيس الأركان إيال زامير من أن احتلال غزة قد يطيل أمد الحرب ويزيد من خطر حياة الجنود والرهائن، داعيًا إلى التوصل لاتفاق جزئي قدر المستطاع.

التحديات أمام القرار الإسرائيلي

تواجه إسرائيل مأزقًا داخليًا يتمثل في وجود قيادة سياسية متشددة تسعى لمواجهة حاسمة، مقابل جيش يخشى من التكاليف الباهظة لمواجهة ميدانية واسعة، ما يصعب اتخاذ قرار حاسم بشأن تنفيذ عمليات واسعة أو التصعيد العسكري الكبير.

الوسطاء العرب وخطة ما بعد الحرب

تتقدم مصر وقطر لتحركات تثبيت هدوء شامل، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية أن المماطلة الإسرائيلية أوضحت للمجتمع الدولي حاجة إسرائيل للرد على الالتزامات السابقة. وأوضح خبير الشؤون الاستراتيجية خالد عكاشة أن مصر أعدت مبكرًا تصورًا متكاملاً لمرحلة ما بعد الحرب، يشمل تشكيل إدارة فلسطينية مدنية مستقلة، وخروج حماس عسكريًا وإداريًا من القطاع، وبدء عملية لتبادل الأسرى والرهائن كخطوة أولى لإنهاء التوتر.

وأضاف أن حماس تفهمت المقترحات المصرية وأبدت موافقة كاملة عليها، مؤكدًا أن الوسطاء تجاوزوا الذرائع الإسرائيلية بشأن العمليات العسكرية المبررة بـ”عربات جدعون 2″.

الدور الأميركي وخطوط التهدئة

تلعب واشنطن دور الوسيط غير المباشر، حيث رفضت الإدارة الأميركية تواجد قوات أميركية داخل غزة للإشراف على الترتيبات الأمنية، وألقت الكرة في ملعب الدول العربية، مع توقعات من بعض المسؤولين أن الحرب قد تنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة، مع الاستمرار في الضغط العسكري على حماس بهدف إنهاء التصعيد.

مخاوف مصر والأردن من التصعيد والتهجير

يتصاعد القلق الإقليمي مع تكرار الحديث عن احتمال تهجير فلسطينيين نحو سيناء، حيث عزز الجيش المصري وجوده في شمال سيناء بعشرات الآلاف من الجنود والآليات تحسبًا لردود الفعل المحتملة. وناقش لقاء بين مسؤولين عسكريين مصريين وأردنيين تعزيز التعاون لمواجهة المستجدات الإقليمية، مع التأكيد على أن القاهرة والأردن يعملان وفق منطق الاستعداد لأفظع السيناريوهات بما يشمل احتمال انهيار المسار الدبلوماسي أو تنفيذ مخطط التهجير القسري.

وقد شددت مصر على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لتغيير ديموغرافي، وأنها ستتخذ إجراءات قوية ضد أي مشاريع لفرض خرائط جديدة في المنطقة، خاصة مع الحديث عن تهجير نحو مليوني فلسطيني إلى سيناء. وترى عمان أن التصعيد قد يخرج عن السيطرة ويهدد استقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة