رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مصر تشن حملات أمنية ضد استغلال الأطفال في السرقة والتسول

شارك

شنت أجهزة الأمن المصرية حملات أمنية مكثفة لمواجهة ظاهرة استغلال الأطفال في الأعمال غير القانونية، خاصة التسول والسرقة، مع التركيز على القضاء على البؤر الإجرامية التي تنشط في هذا المجال. أسفرت هذه الحملات عن نجاح كبير في ضبط العديد من التشكيلات والجماعات التي كانت تتخذ من استقطاب الأطفال واستغلالهم وسيلة لتحقيق أرباح غير مشروعة.

تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على العديد من التشكيلات والأفراد الذين كانوا يخطفون الأطفال أو يستقطبونهم من الشوارع، ويقومون بتوظيفهم في التسول أو في سرقات صغيرة. من بين هذه الجماعات، قبضت السلطات على عصابة تسمى “الفجوة السوداء”، التي كانت تتخذ من فتحة كبيرة تقع تحت أحد الكباري بمحافظة الجيزة مقراً لها، وتضم العديد من الأطفال والنساء والرجال، بالإضافة إلى مطلوبين هاربين.

جهود أمنية متواصلة ومكثفة

قال مصدر أمني إن الحملات التي قامت بها الشرطة كانت أكثر نجاحًا من عملية الفجوة السوداء، حيث تمكنت خلال الأسبوع الأخير من ضبط حوالي ثماني عصابات وتشكيلات إجرامية متخصصة في استغلال الأطفال في التسول والسرقة. وأوضح أن يوم الخميس 21 أغسطس تم تنفيذ عملية أمنية أسفرت عن ضبط 23 رجلاً وسيدة، من بينهم 14 لهم سوابق جنائية، مع 23 طفلاً كانوا يقيمون معهم في مناطق بولاق الدكرور ومدينة نصر ومصر الجديدة والنزهة بمحافظتي القاهرة والجيزة.

وفي يوم السبت 23 أغسطس، تمكنت الشرطة من ضبط عصابة مكونة من 14 فردًا، بينهم سيدة، متورطين في استغلال الأطفال في التسول واستجداء المارة في مدن المعادي و6 أكتوبر، مع 16 طفلًا كانوا برفقتهم. وبعد ذلك، في 24 أغسطس، أُلقِي القبض على 12 شخصًا منهم امرأة، متهمين باستخدام الأطفال في التسول بمحافظتي الجيزة، مع حوزتهم على 15 طفلاً، وكان بعضهم يستهدف السياح الأجانب للحصول على مبالغ مالية كبيرة.

ملاحقة عصابات محترفة ومحلل أمني

تواصلت الحملات حتى 26 أغسطس، وتمكنت من إلقاء القبض على عصابة تسمى “عصابة الكتعة”، التي تتكون من ثمانية أفراد بينهم سيدتان، تستغل 17 طفلاً في التسول وبيع السلع بصورة إلحاحية. أكد الخبير الأمني العميد سامح عز العرب أن جهود وزارة الداخلية على مدى السنوات الماضية تركزت على التصدي لهذه الظاهرة، حيث تتم ملاحقة العصابات التي تخطف الأطفال وتستقطبهم للعمل في التسول أو في عمليات سرقة منظمة.

بينما يوضح أن هؤلاء العصابات توفر للأطفال مأوى وملبسًا وغذا، ويقوم بعضهم بتدريب الأطفال على سرقة أو التسول، ويطلق عليهم عند الكبر أو تعذر استجدائهم كوسيلة لجذب أطفال آخرين. يوضح أن بعض الأطفال يتم تدريبهم على استهداف المناطق الحيوية التي يمر بها السياح، خاصة تلك التي لا تشهد حراسات أمنية قوية، للحصول على أموال بالعملات الأجنبية أو مبالغ كبيرة من المال دفعة واحدة.

تأثير الظاهرة على السياحة والأوضاع الاجتماعية

أكد الخبير السياحي عصام علي أن مصر تواجه مشكلة متزايدة في ظاهرة التسول واستغلال الأطفال، خاصة في المدن السياحية الكبرى مثل الغردقة. وأوضح أن بعض الأسر تتجمع للتسول، وأنها تحصل على دخل شهري يصل إلى أكثر من 150 ألف جنيه، من خلال استجداء السياح وبيع سلعهم في محاولة منهم لتجنب ملاحقة الأجهزة الأمنية. كما أن بعض هؤلاء يستخدم أساليب أخرى، مثل استقطاب السياح لدخول منازلهم، حيث يظهرون حالة الفقر لطلب المساعدة، مما يحقق أرباحًا غير قانونية لهم.

انتشرت هذه الظاهرة بشكل لافت، وتسببت في تدهور صورة مصر أمام السياح، حيث يشعر الزوار بالانزعاج من تجمعات المتسولين، مما يضر بسمعة البلد ويؤثر على السياحة بشكل سلبي. يتطلب الأمر تكثيف الحملات الأمنية، وتشديد الرقابة، وتعزيز العمل على إعادة تأهيل الأطفال المستغلين ودمجهم في المجتمع بشكل آمن، لضمان عدم استفادة العصابات منهم فيما بعد وتحقيق استقرار أمني واجتماعي أكثر.

مقالات ذات صلة