رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | الملف النووي يعود إلى نقطة الصفر.. ما دلالات خطوة أوروبا؟

شارك

أعلنت أوروبا عن تفعيلها آلية “سناب باك”، بهدف إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، وذلك بعد أن قررت الدول الأوروبية موقفها النهائي من المسألة. تُعد هذه الخطوة بمثابة إعادة الملف النووي إلى نقطة الصفر، مما يهدد بإلغاء سنوات طويلة من المفاوضات الدبلوماسية التي جرت سابقًا. أبلغ وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إلى جانب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، نظيره الأميركي بأنهم قرروا تفعيل الآلية، مؤكّدين أن ذلك لا ينهِ مسار الدبلوماسية، وأن قنوات التواصل مع طهران ستظل مفتوحة رغم العقوبات.

آلية “سناب باك” وإعادة فرض العقوبات

تُتيح آلية “سناب باك”، التي وُضعت في إطار اتفاق 2015، لأي طرف مشارك في الاتفاق أن يعيد فرض العقوبات إذا ثبت أن إيران أخلت بالتزاماتها. وهذه الآلية لا تتطلب تصويتًا جديدًا بمجلس الأمن، ولا يمكن تعطيلها بواسطة الفيتو. عند تفعيلها، تدخل العقوبات حيز التنفيذ خلال 30 يوماً، وتتضمن حظر بيع الأسلحة التقليدية، ومنع تطوير واستيراد الصواريخ الباليستية، وفرض قيود على النشاطات النووية، وإدراج شخصيات وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري على القوائم السوداء، وعزل البنوك الإيرانية عن النظام المالي العالمي، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على شركات الطيران والشحن، مع مراقبة السفن لمنع تهريب النفط والبضائع.

الأحداث الميدانية وردود الفعل الدولية

نشر معهد العلوم والأمن الدولي صوراً تظهر عمليات تنظيف سريعة لمبانٍ متضررة بموقع نووي شمال طهران، بعد أن تعرّض لضربات إسرائيلية، بينما أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وصول مفتشيه إلى منشأة “بوشهر” بعد تعاون جزئي من طهران، مما يعكس تصاعد التوترات والخلافات بشأن الشفافية.

وجهة نظر إيران وتحفظاتها

اعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خامه يار أن هناك تساؤلات داخل إيران حول شرعية قرار أوروبا، متساءلاً عن صمتها إزاء انسحاب واشنطن من الاتفاق والضربات على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن طهران تعتبر تفعيل “سناب باك” خطوة “غير أخلاقية وغير قانونية”. وحذر من أن هذه الخطوة قد تدفع إيران إلى تقليل التعاون مع الوكالة الدولية، وإعادة النظر في التزامها بمعاهدة حظر الأسلحة النووية، وربما تُقدم على إجراءات أخرى تؤثر على حرية الملاحة في مضيق هرمز، واعتبر أن ذلك بمثابة “انتحار أوروبي” على مستوى علاقاته مع إيران.

تداخل الأبعاد السياسية والأمنية

رأى خبراء أن الخلاف يتجاوز الملف النووي ليشمل البرنامج الصاروخي ودعم الميليشيات الإقليمية، وأن أوروبا تطالب بضم هذه الملفات إلى المفاوضات، فيما ترفض طهران ذلك بشدة. تبرز إيران على حد قولهم “على أعتاب النووية” مع امتلاكها اليورانيوم المخصب والصواريخ، فضلًا عن دعمها لميليشيات في لبنان واليمن، مما يُهدد مصالح أوروبا الأمنية والتجارة الدولية عبر مضيق هرمز.

السيناريوهات المستقبلية والتحديات

وفي ظل التصعيد الحالي، تواجه إيران خيارين: إما التصعيد أكثر عبر خطوات أحادية، أو محاولة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة رغم العقوبات. تؤكد طهران أنها دافعت عن الاتفاق لفترة بعد انسحاب واشنطن، بينما ترى أوروبا أن خروقات إيران تفرض تفعيل “سناب باك”. يظل احتمال العودة لمفاوضات جدية غير واضح، حيث يعيد قرار أوروبا فرض العقوبات إلى نقطة الصفر، وسط تداخل القانون والسياسة، ويبقى السؤال مطروحًا عما إذا كانت إيران تملك استراتيجية توازن بين أمنها القومي ودرء العزلة الدولية.

مقالات ذات صلة