رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | أرتال مسلحة تتوجه نحو طرابلس.. ليبيا على مفترق طرق خطير

شارك

يشهد الوضع في العاصمة الليبية طرابلس توترًا أمنياً متصاعدًا، بعد انتشار تحركات عسكرية غير متوقعة من مناطق الغرب الليبي. أدت هذه التحركات إلى إحياء مخاوف حدوث تصعيد جديد يهدد استقرار المدينة، خاصة مع وجود أرتال مسلحة تتجه نحو مناطق مختلفة، ما زاد من منسوب القلق والريبة بين أبناء المدينة والمهتمين بالشأن الليبي. يتوقع البعض أن أي احتكاك بسيط أو تحرك غير محسوب قد يثير أزمة أوسع، في ظل الانقسامات السياسية العميقة التي تعيشها البلاد، والتي تجعل المشهد هشًا للغاية.

تصاعد التوتر والخطوات العسكرية المفاجئة

تفجرت التوترات من جديد مع تحركات عسكرية غير مخططة جاءت من مناطق الغرب، الأمر الذي يعكس هشاشة الوضع الأمني في طرابلس، ويجعلها عرضة لأي تصعيد محتمل. هذه الحشود العسكرية، التي تتجمع في مناطق متفرقة، تثير مخاوف من أن تتطور إلى مواجهات واسعة قد تصل إلى استسلام المدينة لمزيد من الاضطرابات، خاصة أن الانقسام السياسي المستمر يعقد من فرص تصفية الأزمات بشكل سلمي.

مخاطر التصعيد ودور القوى الدولية

قال الكاتب والباحث الليبي عز الدين عقيل إن بوادر حرب جديدة تلوح في أفق طرابلس، ويحذر من أن المخاطر ليست فقط محلية، بل تتداخل مع مصالح خارجية تسعى لتفكيك التوازنات عبر استغلال التحشيدات العسكرية الحالية. أوضح أن الولايات المتحدة وبريطانيا تتعمد استغلال هذه التحركات لمحاولة ضغط قوات الردع، التي تعتبر القوة الرئيسية في الغرب الليبي، للانسحاب من قاعدة معيتيقة، وربما تقلل من نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة.

خطر استهداف قوات الردع والمدنيين

يشدد الخبراء على أن أي تصعيد عسكري يتسبب في النزول إلى أحياء سكنية قد يعرض حياة المدنيين للخطر، خاصة أن قوات الردع تسيطر على المناطق المدنية ومحيطها، مما يرفع من احتمالية أن تكون الخسائر فادحة إذا ما اندلعت مواجهات عسكرية حاسمة. يُعتبر قرار إضعاف أو إقصاء قوات الردع خطوة خارجية، يعتقد الكثيرون أنها جزء من مخططات دولية لإعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري في البلاد، ويؤكد ذلك استمرار بعض العمليات ضد قادة بارزين، منها تصفية عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، الذي كانت له نفوذ واسع في قطاعات النفط والاتصالات، وهو ما يُعد مؤشرًا على محاولة ترسيخ السيطرة وإضعاف المنافسين المحليين الذين يعارضون التدخلات الخارجية.

تحولات في الموقف السياسي وتأثيرها على المشهد الأمني

رُصد أن قرار إقصاء غنيوة جاء بعد خلافات مع الجهات الخارجية التي تريد تقييد نفوذ الأجهزة العسكرية الفاعلة على أرض الواقع، خاصة أن غنيوة كان يُعتبر أحد رموز المقاومة في قطاعات حيوية، وتصفية وجوده تأتي ضمن خطة لتفكيك جهاز الردع وتقليل نفوذه، وهو ما يراه الكثيرون خطوة تمهيدية لفرض سيطرة أكبر على المؤسسات العسكرية والسياسية. هذا التحول يعكس ضغطًا خارجيًا واضحًا، لدفع البلاد نحو تشكيل حكومة مشتركة تستند إلى مصالح القوى الدولية والإقليمية، وتقديم مصالحها على حساب استقرار ليبيا.”

توقعات المستقبل واحتمالات التصعيد

يشير الخبراء إلى أن التحركات الحالية قد تكون مقدمة لاندلاع حرب حاسمة، أو مجرد استعراض لقوة بهدف دفع قوات الردع للتراجع عن مواقفها. ومع استمرار التمرد على السلطات ومحاولات فرض تغييرات قسرية، يبقى السيناريو الأقرب هو استمرار التوتر مع تصعيد محدود، يهدف في النهاية إلى إضعاف قوة الردع وتفكيك نفوذها، مع التأكيد على أن الدبيبة يبدُو متماهيًا مع الضغوط الخارجية بشكل كامل، خاصة مع تكرار محاولات استمالته لأهداف خارجية على حساب مصالح البلاد.

مقالات ذات صلة